قوله برؤية النبي ربّه
وأيضاً، فإنّ ابن عبّاس ـ بحسب روايات القوم المكذوبة عليه قطعاً ـ كان من المفترين على الله والرسول، إذ كان يقول بأنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قد رأى الله ـ سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ـ كما جاء في (صحيح الترمذي):
«عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: رأى محمّد صلّى الله عليه وسلّم ربّه. قلت: أليس الله يقول: (لا تدركه الأبصارُ وهو يُدركُ الأبصارَ)؟ قال: ويحك، ذاك إذا تجلّى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى محمّد ربّه مرّتين. هذا حديث حسن غريب»(1).
بل إنّه كان يبالغ في هذا الإعتقاد ويصرّ عليه، حتّى أنّه لمّا سئل عنه مرّةً جعل يكرّر ذلك ويؤكّده، ففي (عيون الأثر): «في تفسير النقاش: عن ابن عبّاس أنّه سئل هل رأى محمّد ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ ربّه؟ فقال: رآه رآه رآه، حتّى انقطع صوته»(2).
(1) صحيح الترمذي 5: 395/3279 كتاب تفسير القرآن، الباب 54.
(2) عيون الأثر في المغازي والسير 1: 250.