قوادحه كما في معجم الادباء
وقال ياقوت الحموي بترجمة عكرمة من (معجم الاُدباء):
«ومات ـ فيما قرأت بخط الصولي من كتاب البلاذري ـ سنة خمس ومائة، وقيل ست ومائة، وهو ابن ثمانين سنة.
قال: وكان موته وموت كثير عزّة في يوم واحد، فوضعا جميعاً وصلّي عليهما، وكان كثير شيعيّاً وعكرمة يرى رأي الخوارج; ذكره الحاكم أبو عبدالله محمّد بن عبدالله البيّع في تاريخ نيسابور.
وذكر القاضي أبوبكر محمّد بن عمر الجعابي ـ في كتاب الموالي ـ عن ابن الكلبي قال: وعكرمة هلك بالمغرب، وكان قد دخل في رأي الحروريّة الخوارج، فخرج يدعو بالمغرب إلى الحروريّة.
أبو علي الأهوازي قال: لمّا توفّي عبدالله بن عبّاس، كان عكرمة عبداً مملوكاً، فباعه علي بن عبدالله بن عبّاس من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فأتى عكرمة عليّاً فقال له: ما خير لك، أتبيع علم أبيك، فاستقال خالداً فأقاله وأعتقه، وكان يرى رأي الخوارج ويميل إلى استماع الغناء. وقيل عنه: إنّه كان يكذب على مولاه.
وقال عبدالله بن الحارث: دخلت على علي بن عبدالله بن عبّاس، وعكرمة موثّق على باب الكنيف، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ فقال: إنّ هذا يكذب على أبي.
وقد قال ابن المسيّب لمولاه: لا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
وقال يزيد بن هارون: قدم عكرمة مولى ابن عبّاس البصرة، فأتاه أيّوب السختياني وسليمان التيمي ويونس بن عبيد، فبينا هو يحدّثهم، إذ سمع غناء، فقال عكرمة: اُسكتوا، فتسمّع ثمّ قال: قاتله الله فلقد أجاد، أو قال: ما أجود ما قال. فأمّا سليمان ويونس فلم يعودا إليه، وعاد إليه أيّوب. فقال يزيد بن هارون: لقد أحسن أيّوب.
الرياشي: عن الأصمعي، عن نافع المدني قال: مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد.
قال الرياشي: فحدّثنا ابن سلام: أنّ أكثر النّاس كانوا في جنازة كثير، لأنّ عكرمة كان يرى رأي الخوارج، وتطلّبه بعض الولاة، فتغيّب عند داود بن الحصين حتّى مات عنده سنة سبع ومائة في أيّام هشام بن عبدالملك، وهو يومئذ ابن ثمانين سنة.
حمّاد بن زائدة: ثنا عثمان بن مرة قلت للقاسم: إنّ عكرمة مولى ابن عبّاس قال: ثنا ابن عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عن المزفت والمُقَيَّر والدباء والحَنْثَم والجِرَار. فقال: يا ابن أخي! إنّ عكرمة كذّاب، يحدّث غدوة حديثاً يخالفه عشيّاً.
يحيى بن بكير: سمعت ابن عمر يقول لنافع: اتّق الله ـ ويحك يا نافع ـ ولا تكذب علَيّ كما كذب عكرمة على ابن عبّاس.
يزيد بن أبي زياد جعن عبدالله بن الحارثج قال: دخلت على علي بن عبدالله بن عبّاس، وعكرمة مقيّدٌ على باب الحش، قلت: ما لهذا كذا؟ قال: إنّه يكذب» إنتهى بالإختصار(1).
(1) معجم الادباء 12: 182 ـ 190/46.