قبائح ابن الزبير في هذه القصّة
وقد ارتكب ابن الزبير في هذه القصّة قبائح عديدة، تكفي الواحدة منها للعنه والطعن فيه، فكيف إذا اجتمع الجميع في الواقع واتّسع الفتق على الراقع؟:
1 ـ إنّه ارتكب الكذب، إذ قال لعائشة: إنّ هذا المكان ليس «الحوأب».
2 ـ وقد حلف على ذلك كاذباً.
3 ـ وأقام شهود الزور على كذبه.
4 ـ وجعل يقول: النجاء النجاء، فقد أدرككم علي.
5 ـ وكان السبب في تلك المفسدة الكبيرة التي قاموا بها وأراقوا الدماء فيها.
هذا، وقد جاء في بعض الأخبار مشاركة طلحة والزبير في إقامة تلك الشهادة الكاذبة والآثمة:
قال سبط ابن الجوزي: قال ابن جرير في تاريخه:
«… فمرَّت على ماء يقال له الحوأب، فنبحتها كلابه، فقالت: ما هذا المكان؟ فقال لها سائق الجمل العرني: هذا الحوأب، فاسترجعت وصرخت بأعلى صوتها، ثمّ ضربت عضد بعيرها فأناخته، ثمّ قالت: أنا ـ والله ـ صاحبة كلاب الحوأب، ردّوني إلى حرم الله ورسوله ـ قالتها ثلاثاً ـ .
قال ابن سعد ـ فيما حكاه عن هشام بن محمّد الكلبي ـ استرجعت وذكرت قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف بك إذا نبحتك كلاب الحوأب؟
فقال لها طلحة والزبير: ما هذا الحوأب، وقد غلط العرني. ثمّ أحضروا خمسين رجلاً فشهدوا معهما على ذلك وحلفوا.
قال الشعبي: فهي أوّل شهادة زور اُقيمت في الإسلام»(1).
(1) تذكرة خواص الاُمّة: 68. وانظر: تاريخ الطبري 4: 469.