عطاء بن أبي سلمة الخراساني
وأمّا عطاء بن أبي سلمة الخراساني، الذي ذكره السيوطي ـ بعد عطاء بن أبي رباح ـ، فلم أجده في الكتب الرجاليّة، نعم، لا يبعد أن يكون مراده عطاء ابن أبي مسلم الخراساني، فإنّه على ما في (فتح الباري) وغيره كان له مصنَّف في التفسير، وقد وثّقه غير واحد من الأعلام.
لكنْ في (ميزان الاعتدال) في ترجمته:
«وذكره العقيلي في الضعفاء، متشبّثاً بهذه الحكاية التي رواها حمّاد بن زيد عن أيّوب، حدّثني القاسم بن عاصم، قلت لسعيد بن المسيّب: إنّ عطاء الخراساني حدّثني عنك أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أمر الذي واقع أهله في رمضان بكفّارة الظهار. فقال: كذب، ما حدّثته، إنّما بلغني أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال له: تصدّق تصدّق.
وقد ذكر البخاري عطاء الخراساني في الضعفاء، فروى له هذا عن سليمان بن حرب عن حمّاد.
أحمد بن حنبل: ثنا عفّان، ثنا همام، أنا قتادة: أنّ محمّداً وعوناً حدّثاه أنّهما قالا لسعيد: إنّ عطاء الخراساني حدّثنا عنك في الذي وقع بأهله في رمضان، فأمره النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يعتق رقبة، فقال: كذب عطاء، إنّما قال له: تصدّق تصدّق.
وقال ابن حبّان في الضعفاء: أصله من بلخ، وعداده في البصريّين، وإنّما قيل له الخراساني، لأنّه دخل خراسان وأقام بها مدّة طويلة ثمّ رجع إلى العراق، فنسب إلى خراسان، وكان من خيار عباد الله، غير أنّه كان رديّ الحفظ، كثير الوهم، يخطئ ولا يعلم، فيحمل عنه، فلمّا كثُر ذلك في روايته بطل الإحتجاج به».
«قال الترمذي في كتاب العلل: قال محمّد يعني البخاري: ما أعرف لمالك رجلاً يروي عنه يستحقّ أن يترك حديثه، غير عطاء الخراساني. قلت: ما شأنه؟ قال: عامّة أحاديثه مقلوبة»(1).
وهذا أيضاً رأي السمعاني فيه، حيث قال:
«وكان من خيار عباد الله، غير أنّه كان رديّ الحفظ، كثير الوهم، يخطئ ولا يعلم فحمل عنه، فلمّا كثر ذلك في روايته بطل الإحتجاج به»(2).
(1) ميزان الاعتدال 3: 74 ـ 75/5642.
(2) الأنساب 2: 337. «الخراساني».