عزله عن البحرين وهتكه
وأيضاً، فقد عزله عن البحرين، ونسبه إلى السرقة، وهتك ناموسه وفضحه على رؤوس الأشهاد… قال الزمخشري في (الفائق):
«أبوهريرة: استعمله عمر على البحرين، فلمّا قدم عليه قال له: يا عدوّ الله وعدوّ رسوله، سرقت من مال الله؟! فقال: لست بعدوّ الله ولا عدوّ رسوله، ولكنّي عدوّ من عاداهما، وما سرقت ولكنّها سهام اجتمعت ونتاج خيل. فأخذ منه عشرة آلاف درهم، فألقاها في بيت المال، ثمّ دعاه إلى العمل فأبى، فقال عمر: فإنّ يوسف قد سأل العمل، فقال: إنّ يوسف منّي بريء وأنا منه براء، وأخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أفلا تقول خمساً؟ قال: أخاف أنْ أقول بغير حكم، وأقضي بغير علم، وأخاف أنْ يضرب ظهري، ويشتم عرضي، وأن يؤخذ مالي»(1).
فكان أبو هريرة ـ في رأي عمر ـ يستحقّ العزل والإهانة والهتك ومصادرة الأموال، حتّى خاطبه بـ«عدوّ الله وعدوّ رسوله»، ومن كان هذا حاله في نظر خليفتهم، كيف يكون أهلاً لأنْ يؤخذ منه معالم الدين من التفسير وغيره؟
(1) الفائق في غريب الحديث 1: 102.