عبد بن حميد
وأمّا عبد بن حُميد، فإنّ فضائله ومكارمه مذكورة في (تذكرة الحفّاظ) وغيره من الكتب(1).
لكنّ ابن تيميّة وأتباعه لا يرتضونه، لأنّه روى نزول قوله تعالى: (إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة…) الآية، في أميرالمؤمنين عليه الصّلاة والسّلام، كما في (الدرّ المنثور) بتفسيرها:
«أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبوالشيخ وابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله: (إنّما وليّكم الله ورسوله) الآية. قال: نزلت في علي ابن أبي طالب»(2).
فقال ابن تيميّة:
«أجمع أهل العلم بالنقل على أنّها لم تنزل في علي بخصوصه».
ثمّ قال:
«وأمّا أهل العلم الكبار أصحاب التفسير، كمحمّد بن جرير الطبري وبقي بن مخلد وابن أبي حاتم وأبي بكر ابن المنذر وعبدالرحمن بن إبراهيم وأمثالهم، فلم يذكروا فيها مثل هذه الموضوعات، دع من هو أعلم منهم مثل: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، بل لا يذكر مثل هذا عبد بن حميد ولا عبدالرزاق، مع أنّ عبدالرزاق كان يميل إلى التشيّع، ويروي كثيراً من فضائل علي، وإنْ كانت ضعيفة، لكنّه أجلّ قدراً من أن يروي مثل هذا الكذب الظاهر»(3).
ومفهوم هذا الكلام أنّ «عبد بن حميد» ليس من أهل العلم الكبار أصحاب التفسير، بل ليس من صغارهم، لأنّ إخراج مثل هذا الحديث ليس من شأن العلماء…
لكن ابن تيميّة في هذا الكلام ينكر أن يكون ابن جرير مثلاً من رواة هذا الحديث، سبحانك اللّهم هذا بهتان عظيم… فقد عرفت من كلام السيوطي روايته، وكذا رواية ابن أبي حاتم…
(1) تذكرة الحفّاظ 2: 89/551.
(2) الدر المنثور 3: 105.
(3) منهاج السنّة 4: 5 ـ 6، باختلاف يسير في بعض الألفاظ.