عبدالرزّاق بن همام
وأمّا عبدالرزاق بن همام… فقد ذكرت له المناقب العظيمة والفضائل الجليلة في مختلف الكتب، نكتفي منها بما جاء في (مرآة الجنان) حيث قال اليافعي في حوادث السنة 211:
«وفي السنة المذكورة: توفي الحافظ العلاّمة المرتحل إليه من الآفاق، الشيخ الإمام عبدالرزاق بن همام، اليمني الصنعاني الحميري، صاحب المصنّفات، عن ست وثمانين سنة. روى عن: معمر وابن جريج والأوزاعي وطبقتهم. ورحل إليه الأئمّة إلى اليمن. قيل: ما رحل النّاس إلى أحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مثل ما رحلوا إليه. وروى عنه خلائق من أئمّة الإسلام، منهم: الإمام سفيان بن عيينة، والإمام يحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني، ومحمود بن غيلان»(1).
وفي (ميزان الاعتدال):
« جعج عبدالرزاق بن همام بن نافع، الإمام، أبوبكر، الحميري مولاهم، الصنعاني، أحد الأعلام الثقات. ولد سنة 126 وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة فقال: جالست معمر بن راشد سبع سنين، وقدم الشام بتجارة فحجّ، وسمع من ابن جريج وعبيدالله بن عمر وعبدالله بن سعيد بن أبي هند وثور بن يزيد والأوزاعي وخلق، وكتب شيئاً كثيراً، وصنّف الجامع الكبير، وهو خزانة علم، ورحل النّاس إليه: أحمد وإسحاق ويحيى والذهلي والرمادي وعبد»(2).
ومع هذا كلّه، فقد تكلّم فيه بعض الأئمّة واتّهمه غيره بالكذب!
قال الذهبي:
«أبو زرعة عبيدالله: حدّثنا عبدالله المسندي قال: ودّعت ابن عيينة فقلت: اُريد عبدالرزاق، قال: أخاف أن يكون من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا.
العقيلي: حدّثني أحمد بن دكين جزُكيرج الحضرمي، ثنا محمّد بن إسحاق بن يزيد البصري، سمعت مخلد الشعيري يقول: كنت عند عبدالرزاق، فذكر رجل معاوية، فقال: لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان.
محمّد بن عثمان الثقفي البصري قال: لمّا قدم العباس بن عبدالعظيم من صنعاء، من عند عبدالرزاق، أتيناه فقال لنا ونحن جماعة: ألست قد تجشّمت الخروج إلى عبدالرزاق ورحلت إليه وأقمت عنده؟ والذي لا إله إلاّ هو: إنّ عبدالرزّاق كذّاب…»(3).
(1) مرآة الجنان 2: 40.
(2) ميزان الاعتدال 2: 609/5044.
(3) ميزان الاعتدال 2: 610 ـ 611/5044.