خروجه لقتال الإمام في صفّين
ومن أعظم معاصيه، بل من أكبر الأدلّة على كفره: خروجه لحرب أميرالمؤمنين عليه السلام في صفّين، ثمّ إنشاؤه الأشعار في التبجّح والافتخار بذلك!
فقد أخرج الحاكم في (المستدرك) قال:
«قال له أبوه يوم صفّين: أخرج فقاتل. قال: يا أبتاه، أتأمرني أن أخرج فاُقاتل، وقد كان من عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قد سمعت، قال: اُنشدك بالله، أتعلم أنّ ما كان من عهد رسول الله إليك أنّه أخذ بيدك فوضعها في يدي فقال: أطع أباك عمرو بن العاص؟ قال: نعم، قال: فإنّي آمرك أن تقاتل، قال: فخرج يقاتل، فلمّا وضعت الحرب، قال عبدالله:
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي *** بصفّين يوم شاب منها الذوائب
عشيّة جاء أهل العراق كأنّهم *** سحاب ربيع زعزعته الجنائب
إذا قلت قد ولّوا سراعاً ثبتت لنا *** كتائب منهم وارجحنّت كتائب
فقالوا لنا إنّا نرى أن تبايعوا *** عليّاً فقلنا بل نرى أنْ تضاربوا»(1)
وقال ابن الأثير في (اُسد الغابة):
«وكانت معه راية أبيه يوم اليرموك، وشهد معه أيضاً صفّين، وكان على الميمنة، قال له أبوه: يا عبدالله، اُخرج فقاتل.
فقال: يا أبتاه أتأمرني أنْ أخرج فاُقاتل، وقد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعهد إليَّ ما عهد؟ قال: إنّي اُنشدك الله يا عبدالله، ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنْ أخذ بيدك ووضعها في يدي وقال: أطع أباك؟
قال: اللّهمّ بلى.
قال: فإنّي أعزم عليك أنْ تخرج فتقاتل.
فخرج وتقلّد سيفين.
وندم بعد ذلك، فكان يقول: مالي ولصفّين، مالي ولقتال المسلمين، لوددت أنّي متُّ قبله بعشرين سنة»(2).
قالوا: ولمّا عرض عمرو بن العاص على أبي موسى ابنه عبدالله بن عمرو، قال أبو موسى: «قد غمست يده في هذه الفتنة، ولا يكون ذلك»(3).
هذا، وقد نصّ بعض علماء القوم على أنّ محاربة الإمام أميرالمؤمنين من أعظم الكبائر(4).
(1) المستدرك على الصحيحين 3: 527 كتاب معرفة الصحابة.
(2) اُسد الغابة في معرفة الصحابة 3: 246/3090.
(3) الفصول المهمّة: 99، تذكرة خواصّ الاُمّة في معرفة الأئمّة: 97.
(4) التحفة الإثنا عشريّة: 388.