حديث: أنّ نبيّاً أحرق بيت النمل
(ومنها) ما أخرجه البخاري من أنّ نبيّاً من الأنبياء أحرق بيت النمل بسبب أنّ نملةً لدغته! قال:
«حدّثنا إسماعيل، ثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: نزل نبيّ من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة، فأمر بجهازه فاُخرج من تحتها، ثمّ أمر ببيتها فاُحرق بالنار، فأوحى الله إليه: فهلاّ نملة واحدة!!»(1).
ويكفي في إبطال هذا الحديث كلام الفخر الرازي، الذي أورده الشاه عبدالعزيز الدهلوي واستحسنه وارتضاه حيث قال: «وللإمام فخرالدين الرازي في هذا المقام كلام يصدّقه العقل ويقع في القلب إذ قال: إنّ الروافض عندي أقلّ عقلاً وفهماً من نملة سليمان، لأنّ النملة قد خاطبت رفيقاتها قائلةً: (يا أيّها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) فهي قد علمت أنّ جنود سليمان قد أثّرت فيهم المعاشرة معه فكانوا مهذَّبين ببركة صحبته، حتّى أنّهم لا يحطّمون النمل عن علم وعمد، ولا يظلمون الضعيف عن قصد، لكنّ الروافض لم يفهموا أنّ صحبة النبي الخاتم ـ وهو أفضل الأنبياء ـ تؤثّر في صحابته الملازمين له على الدوام، فلا يرتكبون الخيانة والشرّ، فكيف ينسبون إليهم الظلم لبنت رسول الله وصهره وولده، وإحراق بيتهم عليهم، والإستيلاء على أموالهم، وإيذائهم بشتّى أنواع الأذى؟»(2).
وذلك: لأنّ البخاري وسائر من يقول بصحّة هذا الحديث سيكونون أقلّ فهماً من النملة، لأنّهم بتصديقهم هذا الحديث يجوّزون الظلم على النّبي المعصوم!!
(1) صحيح البخاري 4: 262، كتاب بدء الخلق.
(2) مختصر التحفة الإثنا عشريّة: 193 ـ باب الإمامة.