حديث أنّ عمر أوّل من أمر بالأذان
ومن ذلك: ما أخرجه مسلم في كتاب الصّلاة، باب بدء الأذان:
«حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدّثنا محمّد بن بكر، ح وحدّثنا محمّد بن رافع قال: حدّثنا عبدالرزاق قال: أخبرنا ابن جريج، ح وحدّثني هارون ابن عبدالله ـ واللفظ له ـ قال: حدّثنا حجّاج بن محمّد قال: قال ابن جريج: أخبرني نافع مولى ابن عمر، عن عبدالله بن عمر أنّه قال: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحيّنون الصّلوات، وليس ينادي بها أحد، فتكلّموا يوماً في ذلك، فقال بعضهم: اتّخذوا ناقوساً مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قرناً مثل قرن اليهود، فقال عمر: أولا تبعثون منادياً ينادي بالصّلاة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا بلال قم فناد بالصّلاة»(1).
وهذا حديث موضوع، وضعه من يسعى وراء جعل المناقب لعمر بن الخطّاب، وهو ينافي ما وضعوه في الأذان من أنّ تشريعه كان برؤيا رآها رجل من الأنصار، كما في سنن أبي داود وغيره.
على أنّ الحقّ ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام من أنّ تشريع الأذان كان في ليلة الإسراء، وقد أذّن جبرئيل في بيت المقدس، وما سواه فمن وضع الملحدين.
(1) صحيح مسلم 1: 285.