توقف عمر عن قبول خبر أبي موسى
وقد اشتهر أنّ عمر بن الخطاب توقّف عن قبول خبر أبي موسى في الإستيذان، وقد استدلّ به العلماء في مبحث خبر الواحد، ونكتفي هنا بكلام ابن حجر في (فتح الباري) إذ قال:
«احتجّ من ردّ خبر الواحد بتوقّفه صلّى الله عليه وسلّم في قبول خبر ذي اليدين، ولا حجّة فيه، لأنّه عارض علمه، وكلّ خبر واحد إذا عارض العلم لم يقبل، وبتوقّف أبي بكر وعمر في حديثي المغيرة في الجدة وفي ميراث الجنين، حتّى شهد بهما محمّد بن مسلمة، وبتوقّف عمر في خبر أبي موسى في الاستيذان حتّى شهد له أبو سعيد، وبتوقّف عائشة في خبر ابن عمر في تعذيب الميّت ببكاء الحي.
واُجيب: بأنّ ذلك إنّما وقع منهم، إمّا عند الإرتياب كما في قصّة أبي موسى، فإنّه أورد الخبر عند إنكار عمر عليه ورجوعه بعد الثلاث وتوعّده، فأراد عمر الإستثبات، خشية أنْ يكون دفع بذلك عن نفسه»(1).
(1) فتح الباري في شرح صحيح البخاري 13: 197 ـ 198.