توصيفه بالضلال والإضلال
وأمّا قضيّته مع زيد بن ثابت، فقد ذكرها الحافظ ابن عبدالبر بترجمته إذ قال:
«له صحبة، يقال: إنّه ممّن شهد العقبة وبدراً. وأبو حسن المازني هو القائل لزيد بن ثابت حين قال يوم الدار: يا معشر الأنصار كونوا أنصار الله ـ مرّتين ـ فقال له أبو حسن: لا والله، لا نطيعك فنكون كما قال الله تعالى: (أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيل) ويقال: بل قال له ذلك: النعمان الزرقي»(1).
فكان زيد ودعوته لنصرة عثمان ـ عند هذا الصحابي ـ مصداقاً للآية المباركة: (إنّ الله لعن الكافرين وأعدّ لهم سعيراً خالدين فيها أبداً لا يجدون وليّاً ولا نصيراً يوم تقلّب وجوههم في النّار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربّنا إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا ربّنا ءَاتِهِمْ ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً)(2).
هذا، ولا يخفى أن القول بكون القائل هو النعمان الزرقي لا يضرّ باستدلالنا لأنّه أيضاً من معارف الصحابة، وقد ترجم له في (الإستيعاب) وقال بأنّه: «كان لسان الأنصار وشاعرهم» ووصفه بأنّه «كان سيّداً»(3).
(1) الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4: 1632/2915.
(2) سورة الأحزاب 33: 64 ـ 68.
(3) الاستيعاب في معرفة الأصحاب 4: 1501/2619.