تكلّم الذهلي في البخاري
وممّن تكلّم في البخاري من الأئمّة الأعلام: محمّد بن يحيى الذهلي، فقد قدح فيه وطعن، وبدّعه في الدين، ومنع من الكتابة عنه والحضور عنده، قال السبكي بترجمة البخاري:
«قال أبو حامد ابن الشرقي: رأيت البخاري في جنازة سعيد بن مروان والذهلي يسأله عن الأسماء والكنى والعلل، ويمرّ فيه البخاري مثل السهم، فما أتى على هذا شهر حتّى قال الذهلي: ألا من يختلف إلى مجلسه فلا يأتنا، فإنّهم كتبوا إلينا من بغداد أنّه تكلّم في اللّفظ، ونهيناه فلم ينته، فلا تقربوه.
قلت: كان البخاري ـ على ما روي وسنحكي ما فيه ـ ممّن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، وقال محمّد بن يحيى الذهلي: من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجالَس ولا يكلَّم، ومن زعم أنّ القرآن مخلوق فقد كفر».
وقال ابن حجر: «قال أبو حامد ابن الشرقي: سمعت محمّد بن يحيى الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن زعم لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لايجالَس ولا يكلَّم، ومن ذهب بعد هذا إلى محمّد بن إسماعيل فاتّهموه، فإنّه لايحضر مجلسه إلاّ من كان على مذهبه»(1).
(2) هدي الساري: 492.