تكذيب معاوية روايته
والعجب أنّه مع ذلك، يكذّبه معاوية في رواية رواها، ويحذّر الناس من أن يقبلوها، فقد روى البخاري في (الصحيح):
«عن الزهري قال: كان محمّد بن جبير بن مطعم يحدّث أنّه بلغ معاوية ـ وهو عنده في وفد من قريش ـ أنّ عبدالله بن عمرو بن العاص يحدّث أنّه سيكون ملك من قحطان.
فغضب معاوية، فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثمّ قال:
أمّا بعد; فإنّه بلغني أنّ رجالاً منكم يتحدّثون أحاديث ليست في كتاب الله، لا تؤثر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأولئك جهّالكم، فإيّاكم والأماني التي تضلّ أهلها، فإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلاّ كبّه الله على وجهه ما أقاموا الدين»(1).
أقول:
فهذا مجمل أحوال المفسّرين عند القوم من الصحابة.
وإذا ثبت جرحهم، فلا حاجة إلى التكلّم في أحوال أئمّة التفسير منهم في سائر الطبقات، كما هو واضح.
ومع ذلك ننتقل إلى طبقة التابعين…
(1) صحيح البخاري 4: 217 ـ 218 كتاب المناقب ـ باب مناقب قريش.