ترجمة القطّان
ثمّ انظر إلى تراجم القطّان وكلماتهم في مدحه والثناء عليه، والمبالغة في تعظيمه وتبجيله:
قال السمعاني: «القطّان ـ بفتح القاف وتشديد الطاء الهملة في آخرها نون، هذه النسبة إلى بيع القطن، والمشهور بها هو: أبو سعيد يحيى بن سعيدبن فروخ الأحول القطّان، مولى بني تميم، من أئمّة أهل البصرة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة، روى عنه أهل العراق، مات يوم الأحد سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان إذا قيل له في علّته يعافيك الله قال: أحبّه إليّ أحبّه إلى الله عزّوجلّ، وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً وعقلاً وفهماً وفضلاً وديناً وعلماً، وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء، ومنه تعلّم علم الحديث أحمدبن حنبل ويحيى بن معين وعلي ابن المديني. ذكر عمرو بن علي الفلاس أنّ يحيى بن سعيد القطّان كان يختم القرآن كلّ يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثمّ يخرج بعد العصر فيحدّث الناس. وكان يروي عن سميّه يحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن عروة، والأعمش، وابن جريج، والثوري، وشعبة، ومالك، في آخرين. وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة، فما كنت أرجع من عنده إلاّ بثلاثة أحاديث وعشرة أكثر ما كنت أسمع منه في كلّ يوم. وقال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كلّ ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة، وما رئي يطلب جماعة قط»(1).
وقال النووي:
«يحيى بن سعيد القطّان هو: أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروح التميمي مولاهم البصري، القطّان، الإمام، من تابعي التابعين، سمع: يحيى بن سعيد الأنصاري وحنظلة بن أبي سفيان وابن عجلان وسيف بن سليمان وهشام بن حسان وابن جريج وسعيد بن عروبة وابن أبي ذئب والثوري وابن عيينة ومالكاً ومسعراً وشعبة وخلائق.
وروى عنه: الثوري، وابن عيينة، وشعبة، وابن مهدي، وعفّان، وأحمدبن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبو عبيد القاسم بن سلاّم، وأبو خيثمة، وأبوبكر ابن أبي شيبة، ومسدد، وعبيدالله بن عمر القواريري، وعمرو بن علي، وابن مثنّى، وابن بشّار، وخلائق من الأئمّة وغيرهم.
واتفقوا على إمامته وجلالته، ووفور حفظه وعلمه وصلاحه. قال أحمدبن حنبل: ما رأيت مثل يحيى القطّان في كلّ أحواله، وقال يحيى بن معين: أقام يحيى القطّان عشرين سنة يختم القرآن في كلّ يوم وليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة، وما رئي يطلب جماعة قط ـ يعني ما فاتته فيحتاج إلى طلبها ـ. وقال أحمد بن حنبل: يحيى القطّان إليه المنتهى في التثبّت بالبصرة، وهو أثبت من وكيع وابن مهدي وأبي نعيم ويزيد بن هارون، وقد روى عن خمسين شيخاً ممّن روى عنهم سفيان وقال: لم يكن في زمان يحيى مثله. وقال أبو زرعة: هو من الثقات الحفّاظ. وقال يحيى بن معين: قال لي عبدالرحمن بن مهدي: لا ترى بعينك مثل يحيى بن القطّان. وقال ابن منجويه: كان يحيى القطّان من سادات أهل زمانه ورعاً وحفظاً وفهماً وفضلاً وديناً وعلماً، وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء. وقال بندار: كتب عبدالرحمن بن مهدي عن يحيى عن يحيى القطّان ثلاثين ألفاً وحفظها، قال زهير: رأيت يحيى القطّان بعد وفاته، عليه قميص، مكتوب بين كتفيه: بسم الله الرحمن الرحيم، براءة ليحيى بن سعيد من النار. قال ابن سعد: توفي يحيى القطّان في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، وكان مولده سنة عشرين ومائة»(2).
وقال الذهبي:
«يحيى بن سعيد بن فروخ، الحافظ الكبير، أبوسعيد التميمي مولاهم البصري القطّان، عن: عروة وحميد والأعمش، وعنه: أحمد وعلي ويحيى. قال أحمد: ما رأيت مثله. وقال بندار: إمام أهل زمانه يحيى القطّان، واختلفت إليه عشرين سنة فما أظنّ أنّه عصى الله قط، ولد القطّان 120 ومات 198 في صفر، وكان رأساً في العلم والعمل»(3).
وقال محمّد بن حبّان:
«يحيى بن سعيد بن فروخ القطّان مولى بني تميم، كنيته أبو سعيد، الأحول، من أهل البصرة، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهشام بن عروة، روى عنه أهل العراق، مات يوم الأحد يوم الثاني عشر من صفر سنة ثمان وسبعين ومائة، وكان إذا قيل له في علّته يعافيك الله قال: أحبّه إليّ أحبّه إلى الله جلّ وعلا، وصلّى عليه إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عبّاس، وهو أمير البصرة، وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً وعقلاً وفهماً وفضلاً وديناً وعلماً، وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث وأمعن في البحث عن الثقات، وترك الضعفاء، ومنه تعلّم علم الحديث أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وسائر شيوخنا. حدّثني محمّد ابن الليث الورّاق قال: سمعت عبدالله بن جعفر بن الزبرقان يقول: سمعت عمرو بن علي الفلاس يقول: كان يحيى بن سعيد القطّان يختم القرآن كلّ يوم وليلة، ويدعو لألف إنسان، ثمّ يخرج بعد العصر فيحدّث الناس»(4).
وقال اليافعي:
«الإمام أبو سعيد يحيى بن سعيد القطّان البصري الحافظ، أحد الأعلام. قال بندار: اختلفت إليه عشرين سنة فما أظنّ أنّه عصى الله قط. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت مثله. وقال ابن معين: أقام يحيى القطّان عشرين سنة يختم في كلّ ليلة ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة»(5).
وقال عبدالحق الدهلوي:
«يحيى بن سعيد القطان، بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة، أبو سعيد، الأحول التميمي، مولى بني تميم، ويقال: ليس لأحد عليه ولاء، البصري، إمام كبير، ثقة حافظ عالم، عارف بالحديث، مشهور مكثر، وكان رأساً في العلم والعمل. وقال ابن المديني: ما رأيت أعلم بالرجال منه ولا أعلم بصواب الحديث والخطأ من ابن مهدي، فإذا اجتمعا على ترك حديث رجل ترك حديثه، وإذا حدّث عنه أحدهما حدّث عنه، وقال مرّة: لم أر أحداً أثبت من القطّان. وقال ابن معين: قال ابن مهدي: لا ترى عينك مثل يحيى القطّان. وقال أحمد: ما رأيت مثله. وقال بندار: إمام أهل زمانه يحيى القطّان، واختلفت إليه عشرين سنة فما أظنّ أنّه عصى الله قط. وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً رفيعاً حجّة. وقال العجلي: بصريّ ثقة نقيّ الحديث، كان لا يحدّث إلاّ عن ثقة. وقال أبو حاتم: ثقة حافظ. وقال أبو زرعة: من الثقات الحفّاظ. وقال النسائي: ثقة ثبت مرضي. وقال أبوبكر ابن منجويه: كان من سادات أهل زمانه حفظاً وورعاً وفهماً وفضلاً وديناً وعلماً وهو الذي مهّد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء، ولد سنة عشرين ومائة، ومات في صفر سنة ثمان وتسعين ومائة. روى عن: هشام بن عروة وعبدالله بن عمر العمري ويحيى بن سعيد الأنصاري والأعمش والثوري وشعبة ومالك وغيرهم من الأئمّة. وروى عنه: عبدالرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعلي ابن المديني ومسدّد ويحيى بن معين ومحمّد بن المثنّى…»(6).
أقول:
ومن هذه العبارات وأمثالها في مدح القطّان ـ مع علم قائليها بمقالته في الإمام الصّادق عليه الصّلاة والسّلام ـ تعرف مواقف القوم من أئمّة أهل البيت، فلا يقبل دفاع بعض الناس عن أهل السنة وأسلافهم بأنّهم محبّون لأهل البيت ومحترمون لهم ومستمسكون بهم…
(1) الأنساب 4: 519.
(2) تهذيب الأسماء واللغات 2: 154/243.
(3) الكاشف 3: 243/6258.
(4) كتاب الثقات 7: 611.
(5) مرآة الجنان 1: 352.
(6) رجال المشكاة = تحصيل الكمال ـ ترجمة القطّان.