ترجمة ابن عساكر
وابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق) المتوفّى سنة 571 وصفه الذهبي بـ«الإمام العلاّمة الحافظ الكبير المجوّد، محدّث الشام، ثقة الدين» ثمّ قال: «كان فهماً حافظاً متقناً ذكيّاً بصيراً بهذا الشأن، لا يلحق شأوه، ولا يشقّ غباره، ولا كان له نظير في زمانه» ثمّ أطال الكلام في ترجمته، وذكر كلمات الأعلام في مدحه وثقته(1).
ثمّ إنّ هذا الحديث، وإنْ كذّبه ابن عدي وتبعه ابن الجوزي فأدرجه في (الموضوعات)، إلاّ أنّ السيوطي ردّ عليهما القول بوضعه، وأثبت وثاقة راويه، حيث قال في (اللآلي المصنوعة):
«ابن عدي، ثنا أحمد بن الحسين الصوفي، ثنا محمّد بن علي بن خلف العطّار، ثنا حسين الأشقر، عن قيس بن الربيع، عن عمران بن ظبيان، عن حكيم أبي يحيى قال: كنت جالساً مع عمّار، فجاء أبو موسى، فقال له عمّار: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يلعنك ليلة الجمل. قال: إنّه استغفر لي. قال عمّار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الإستغفار.
موضوع. قال ابن عدي: والبلاء من العطّار لا من حسين.
قلت: العطّار وثّقه الخطيب في تاريخه»(2).
وقال ابن حجر في (لسان الميزان) بترجمة محمّد بن عليّ العطّار: «قال الخطيب: قال محمّد بن المنصور: كان ثقة مأموناً حسن العقل»(3).
فثبت كفر أبي موسى الأشعري على لسان النبيّ الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وفي حديث آخر أورده الدهلوي في (إزالة الخفا عن سيرة الخلفا) قال: أخرجه البيهقي:
«عن علي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ بني إسرائيل اختلفوا، لم يزل اختلافهم بينهم حتّى بعثوا حكمين فضلاّ وأضلاّ. وإنّ هذه الاُمّة مختلفة، فلا يزال اختلافهم بينهم حتّى يبعثوا حكمين ضلاّ وضلّ من اتّبعهما».
(1) سير أعلام النبلاء 20: 554 ـ 571، تذكرة الحفّاظ 4: 1328 ـ 1334، وتوجد ترجمته في سائر كتب التاريخ والرجال.
(2) اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 1: 428.
(3) لسان الميزان 6: 358/7842.