ترجمة ابن عبدالبر
وابن عبدالبر، المتوفّى سنة 463، من أكابر الحفّاظ المعتمدين، وتراجمه في كتب القدماء والمتأخّرين تنبىء عن جلالة شأنه وعظمة قدره بين العلماء المشهورين:
ترجم له ابن خلّكان ووصفه بـ«إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلّق بهما» ثمّ أورد عن أبي الوليد الباجي: «لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر ابن عبدالبر في الحديث» وأنّه «أحفظ أهل المغرب» وعن أبي علي الغسّاني «ابن عبدالبر شيخنا… برع براعةً فاق فيها من تقدّمه من رجال الأندلس» ثمّ ذكر بعض تواليفه. وعن ابن حزم: «لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه»…(1)
وقال الذهبي بترجمته ما ملخّصه:
«ابن عبدالبر، الإمام العلاّمة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام، أبو عمر، يوسف بن عبدالله، صاحب التصانيف الفائقة، طلب العلم وأدرك الكبار وطال عمره وعلا سنده، وتكاثر عليه الطلبة، فكان فقيهاً عابداً مجتهداً.
قال الحميري: أبو عمر فقيه حافظ مكثر… وقال أبو علي الغساني…
قلت: كان إماماً ديّناً، ثقة، متقناً، علاّمة، متبحّراً، صاحب سنّة واتّباع، ممّن بلغ رتبة الأئمّة المجتهدين.
قال أبو القاسم ابن بشكوال: ابن عبدالبر إمام عصره وواحد دهره، يكنّى أبا عمر.
قال أبو علي ابن سكّرة: سمعت أبا الوليد الباجي يقول…»(2).
(1) وفيات الأعيان 7: 66 ـ 67/837.
(2) سير أعلام النبلاء 18: 153/85.