ترجمة ابن الجزري
وابن الجزري الشافعي، حافظٌ شهير، وله تآليف معتمدة، وقد أثنى العلماء عليه وعلى كتبه:
فقد ترجم له ابن حجر ووصفه بالحافظ الإمام المقرئ، وقال: «إنتهت إليه رئاسة علم القراآت في الممالك، وكان قديماً صنّف الحصن الحصين في الأدعية، ولهج به أهل اليمن واستكثروا منه… وكانت عنايته بالقراءات أكثر، فجمع ذيل طبقات القرّاء للذهبي وأجاد فيه، ونظم قصيدةً في قرائة الثلاثة، وجمع النشر في القراءات العشر… وكان يلقّب في بلاده: الإمام الأعظم… وبالجملة، فإنّه كان عديم النظير، طائر الصيت، انتفع الناس بكتبه وسارت في الآفاق مسير الشمس»(1).
وترجم له السخاوي ترجمةً مطوّلة، فذكر مشايخه في مختلف العلوم، وأنّه قد أذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإقراء، وأنّه ولي مشيخة الإقراء بالعادليّة ثمّ مشيخة دار الحديث الأشرفيّة… وهكذا ذكر أسفاره إلى البلاد المختلفة وأورد طرفاً من أخباره فيها… ثمّ ذكر تصانيفه ووصفها بكونها مفيدةً، ومنها (أسنى المطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب). قال: وقد ذكره الطاووسي في مشيخته وقال: إنّه تفرّد بعلوّ الرواية وحفظ الأحاديث والجرح والتعديل ومعرفة الرواة المتقدّمين والمتأخّرين… ثمّ ذكر السخاوي كلام ابن حجر في حقّه…»(2).
هذا، وقد توفي ابن الجزري سنة 833.
(1) إنباء الغمر بأبناء العمر 3: 467.
(2) الضوء اللامع لأهل القرن التاسع 9: 255 ـ 260.