زومن هنا، فقد عمد غير واحد من أئمّة القوم إلى تحريف الخبر، بحذف لفظ «اللعن»:
قال ابن حبّان في (كتاب الثقات):
«وبلغ الخبر علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وسعداً، فخرجوا مذهلين كادت عقولهم تذهب، لعظم الخبر الذي أتاهم، حتّى دخلوا على عثمان، فوجدوه مقتولاً واسترجعوا، وقال علي لابنيه: كيف قتل أميرالمؤمنين وأنتما على الباب؟ قالا: لم نعلم. قال: فرفع يده ولطم الحسن، وضرب صدر الحسين، وشتم محمّد بن طلحة وعبدالله بن الزبير»(1).
وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) نقلاً عن ابن عساكر:
«وقال علي لابنيه: كيف قتل عثمان أميرالمؤمنين وأنتما على الباب؟ ورفع يده، فلطم الحسن وضرب صدر الحسين وشتم محمّد بن طلحة وعبدالله بن الزبير»(2).
ومنهم من روى الخبر بزيادة لعن الإمام أميرالمؤمنين ولديه ـ والعياذ بالله!! ففي كتاب (الإعلام بسيرة النبي عليه السلام) للحافظ الزرندي:
«وخرج علي وهو غضبان يسترجع، يرى أنّ طلحة قد أعان على قتله، فلقيه طلحة فقال له: مالك يا أباالحسن، ضربت الحسن والحسين؟ قال: عليك وعليهم لعنة الله، ألا يسؤني ذلك! يقتل أميرالمؤمنين، رجل من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم لم يقم عليه بيّنة ولا حجّة؟! فقال طلحة: لو دفع مروان إليهم لم يقتل. فقال علي: لو خرج مروان إليكم لقتل قبل أن يثبت عليه حكومة»(3).
لكنّه يشتمل على لعن طلحة أيضاً…
ثمّ عمد بعضهم إلى تحريف هذا اللفظ، فوضع كلمة «عليك كذا وكذا» بدلاً من كلمة «لعن» طلحة!..(4)
(1) كتاب الثقات 2: 265.
(2) تاريخ الخلفاء: 127.
(3) الإعلام بسيرة النبي عليه السلام ـ مخطوط.
(4) الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة 3: 66.