تحريف الحديث
وقد حرّف بعض علمائهم هذا الحديث، فوضع بدل الإسم الصريح كلمة «رجل» تستّراً على أنس بن مالك، وخجلاً ممّا كان منه… فقد روى أبو نعيم الحافظ في (حلية الأولياء):
«حدّثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن إبراهيم بن كيسان، ثنا إسماعيل ابن عمرو البجلي، ثنا مسعر بن كدام، عن طلحة بن مصرف، عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليّاً على المنبر ناشداً أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفيهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك، وهم حول المنبر وعلي على المنبر، وحول المنبر إثنا عشر رجلاً هؤلاء منهم. فقال علي: نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟
فقاموا كلّهم فقالوا: اللّهمّ نعم، وقعد رجل، فقال: ما منعك أنْ تقوم؟
قال: يا أميرالمؤمنين! كبرت ونسيت.
فقال: اللّهمّ إنْ كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن.
قال: فما مات حتّى رأينا بين عينيه نكتةً بيضاء لا تواريها العمامة.
غريبٌ من حديث طلحة، تفرّد به مسعر عنه مطوّلاً، ورواه ابن عائشة عن إسماعيل مثله، ورواه الأجلح وهاني بن أيّوب عن طلحة مختصراً»(1).
(1) حلية الأولياء 5: 26 ـ 27/293.