السدّي الكبير
ومنهم: السدي الكبير، أخرج عنه مسلم والأربعة، وأثنى عليه العلماء وعلى تفسيره:
وقال السيوطي:
«قال أبوبكر ابن أبي إدريس: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير، وبعده السدّي، وبعده سفيان الثوري»(1).
وقال اليافعي:
«الإمام السدي المفسّر الكوفي المشهور»(2).
وقال الذهبي:
«قال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث، صدوق»(3).
وقال السمعاني:
«والمشهور بهذه النسبة: إسماعيل بن عبدالرحمان بن أبي ذئب وقيل: ابن أبي كريمة السدي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، من بني عبد مناف، حجازي الأصل، سكن الكوفة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وعبد خير وأبي صالح، وقد رأى ابن عمر رضي الله عنهما، وهو السديّ الكبير، ثقة مأمون.
روى عنه: الثوري وشعبة وزائدة وسماك بن حرب وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي.
ومات سنة سبع وعشرين ومائة، في إمارة ابن هبيرة.
وكان إسماعيل بن أبي خالد يقول: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي.
قال أبوبكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ: إسماعيل بن عبدالرحمان السدّي، يكنى أبامحمّد، صاحب التفسير، وإنّما سمّي السدّي لأنّه نزل بالسدّة، وكان أبوه من كبار أهل إصبهان، توفي سنة سبع وعشرين ومائة، في ولاية بني مروان.
روى عن أنس بن مالك، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، منهم: سعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وابن عمر وأبو هريرة وابن عبّاس.
حدّث عنه: الثوري وشعبة وأبو عوانة والحسن بن صالح.
قال ابن أبي حاتم: إسماعيل بن عبدالرحمان السدّي الأعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، أصله حجازي، يعدّ في الكوفيّين، وكان شريك يقول: ما ندمت على رجل لقيته أن لا أكون كتبت كلّ شيء لفظ به، إلاّ السدّي.
قال يحيى بن سعيد: ما سمعت أحداً يذكر السدّي إلاّ بخير، وما تركه أحد»(4).
وفي (الإتقان) نقلاً عن الحليمي في الإرشاد:
«وتفسير إسماعيل السدّي يورده بأسانيد إلى ابن مسعود وابن عبّاس.
وروى عن السدّي الأئمّة مثل: الثوري وشعبة، لكن التفسير الذي جمعه رواه عنه أسباط بن نصر، وأسباط لم يتفقوا عليه، غير أنّ أمثل التفاسير تفسير السدّي»(5).
ومع ذلك كلّه… فإليك بعض الكلمات في جرحه والطعن عليه في كتبهم:
ففي (الميزان):
«إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة، السدّي، الكوفي. عن أنس وعبدالله البهيّ وجماعة. وعنه: الثوري وأبوبكر ابن عيّاش وخلق. ورأى أباهريرة.
قال يحيى بن القطّان: لا بأس به.
وقال أحمد: ثقة.
وقال ابن معين: في حديثه ضعف.
وقال أبو حاتم: لا يحتجّ به.
وقال ابن عدي: هو عندي صدوق.
وروى شريك عن سَلْم بن عبدالرحمن قال: مرّ إبراهيم النخعي بالسدّي وهو يفسّر لهم القرآن فقال: أمّا إنّه يفسّر تفسير القوم.
قال عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت: سمعت الشعبي وقيل له إنّ إسماعيل السدي قد اُعطي حظّاً من علم القرآن. فقال: قد اُعطي حظّاً من جهل بالقرآن.
وقال الفلاّس عن ابن مهدي: ضعيف.
وقال الجوزجاني عن معتمر عن ليث قال: كان بالكوفة كذّابان، فمات أحدهما: السدي والكلبي»(6).
وفي (الكاشف):
«قال أبو حاتم: لا يحتجّ به»(7).
وفي هامشه للبدخشي:
«قال السعدي: هو كذّاب شتّام.
وقال أبو زرعة: ليّن»(8).
(1) تدريب الراوي 2: 400.
(2) مرآة الجنان 1: 211 السنة 127.
(3) تذهيب التهذيب ـ مخطوط. تهذيب التهذيب 1:273.
(4) الأنساب 3: 238 ـ 239.
(5) الإتقان في علوم القرآن 4: 238.
(6) ميزان الإعتدال 1: 236 ـ 237/907.
(7) الكاشف عن أسماء رجال الكتب الستّة 1: 79/394.
(8) الحاشية على الكاشف ـ مخطوط.