وهذا ممّا ذكر عمر بن الخطّاب مخاطباً به زيد بن ثابت، وأخرجه القوم في كتب الحديث:
«عن زيد بن ثابت: إنّ عمر بن الخطّاب استأذن عليه يوماً، فأذن له ورأسه في يد جارية له ترجّله، فنزع رأسه، فقال له عمر: دعها ترجّلك؟ قال: يا أميرالمؤمنين، لو أرسلت إليّ جئتك. فقال عمر: ليس هو بوحي حتّى نزيد فيه أو ننقص، إنّما هو شيء نراه، فإنْ رأيته ووافقتني تبعته، وإلاّ لم يكن عليك فيه شيء. فأبى زيد، فخرج عمر مغضباً»(1).
فصريح هذا الكلام أنّ زيد بن ثابت زاد في القرآن ونقص منه، وقد ذكر القاضي عياض في (الشفاء) ما نصّه:
«قد أجمع المسلمون على أنّ القرآن المتلوّ في جميع أقطار الأرض، المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، ممّا جمعه الدفّتان، من أوّل الحمد لله ربّ العالمين، إلى آخر: قل أعوذ بربّ النّاس: إنّه كلام الله و وحيه المنزل على نبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ جميع ما فيه حق، وأنّ من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك أو بدّله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً ممّا لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنّه ليس من القرآن، عامداً لكلّ هذا، إنّه كافر»(2).
(1) كنز العمّال 11: 63/30631.
(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2: 647.