إباؤه عن البيعة لأميرالمؤمنين
فأوّل ما يجده هو امتناعه عن البيعة لأميرالمؤمنين عليه السلام بعد مقتل عثمان بن عفّان، وقد بايعه جمهور المسلمين إلاّ من شذّ، وقد جاء في الأخبار أنّ بعضهم قد ندم بعد ذلك، ولات حين مندم! ومن هؤلاء عبدالله بن عمر… فإنّه روى ابن عبدالبر وابن الأثير وغيرهما بترجمته بأسانيدهم، عن حبيب بن أبي ثابت وعن غيره قال: «قال ابن عمر حين حضره الموت: ما أجد في نفسي من الدنيا إلاّ أنّي لم اُقاتل الفئة الباغية مع علي»(1).
وقد نصّ ابن حجر في (فتح الباري) على إباء ابن عمر عن البيعة مع الإمام عليه السلام، وستسمع عبارته.
وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة خواصّ الاُمّة):
«قال ابن جرير: وممّن امتنع من بيعته: حسان بن ثابت، وأبو سعيد الخدري، والنعمان بن بشير، ورافع بن خديج، في آخرين. وفي زيد بن ثابت ومحمّد بن مسلمة خلاف. وقال غير ابن جرير: لم يبايعه قدامة بن مظعون وعبدالله بن سلام والمغيرة بن شعبة وعبدالله بن عمر وسعد وصهيب وزيد بن ثابت واُسامة بن زيد وكعب بن مالك. وهرب قوم إلى الشام وهؤلاء يسمّون العثمانيّة»(2).
(1) الإستيعاب 3: 953.
(2) تذكرة خواص الاُمّة: 61.