أحاديث في ذمّ بغض علي وأهل البيت عليهم السلام
وإذْ ظهر بغض عبدالله بن الزبير وعداؤه لأميرالمؤمنين وأهل البيت الطاهرين، كان من المناسب إيراد نصوص روايات عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في ذمّ بغض عليّ أميرالمؤمنين وأبنائه وأهل البيت، والمبغض لهم… عن كتب أهل السنّة وبأسانيدهم:
«أخرج الطبراني عن عليّ كرّم الله وجهه قال: إنّ خليلي صلّى الله عليه وسلّم قال: يا علي، إنّك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيّين، ويقدم عليه عدوّك غضاباً مقمحين، ثمّ جمع عليٌّ يده إلى عنقه يريهم الإقماح.
وأخرج الديلمي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: علي بن أبي طالب باب حطّة فمن دخل منه كان مؤمناً، ومن خرج منه كان كافراً.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال: قال عليٌّ كرّم الله وجهه: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، إنّه لعهد النبي الاُمّي صلّى الله عليه وسلّم إليّ أن لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق.
وأخرج أحمد والترمذي ـ وحسّنه ـ عن اُم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يحبّ عليّاً منافق ولا يبغضه مؤمن.
وفي رواية ابن أبي شيبة عنها بلفظ: لا يبغض عليّاً مؤمن ولا يحبّه منافق.
وعند الطبراني في الكبير عنها: لا يحبّ عليّاً إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق.
وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري والبزّار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قالا: كنّا نعرف المنافقين ببغضهم عليّاً.
وأخرج الطبراني في الكبير عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعليّ: محبّك محبّي ومبغضك مبغضي.
وأخرج عبدالرزاق الرسعني عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي: كذب من زعم أنّه يحبّني ويبغضك.
وأخرج الطبراني في الكبير عن اُم سلمة رضي الله عنها، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ الله، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله.
وأخرج ابن عدي عن سلمان رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضرب فخذ علي بن أبي طالب وصدره، وسمعته يقول: محبّك محبّي ومبغضك مبغضي ومبغضي مبغض الله.
وأخرج الحاكم والخطيب عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: نظر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى عليّ بن أبي طالب فقال: أنت سيّد في الدنيا والآخرة، من أحبّك فقد أحبّني، وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله; فالويل لمن أبغضك بعدي.
وأخرج الطبراني في الكبير والحاكم والخطيب عن عمّار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا علي، طوبى لمن أحبّك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك.
وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من حسد عليّاً فقد حسدني، ومن حسدني فقد كفر.
وأخرج أبو يعلى والبزّار عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من آذى عليّاً فقد آذاني»(1).
وفي (مفتاح النجا) أيضاً:
«وأخرج الحاكم عن جابر رضي الله عنه: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: عليٌّ إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله.
وأخرج الطبراني في الكبير عن عمرو بن شراحيل رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اللّهمّ انصر من نصر عليّاً، اللّهمّ أكرم من أكرم عليّاً، اللّهمّ اخذل من خذل عليّاً.
وأخرج عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ أعنه وأعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ـ يعني عليّاً.
وأخرج عبدالرزاق الرسعني عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخذ بيد علي وهو يقول: الله وليّي وأنا وليّك ومعادي من عاداك ومسالم لمن سالمك.
وأخرج الحافظ أبوبكر أحمد بن عبدالرحمن الجوال الشيرازي في كتاب ألقاب الرجال وابن النجّار في تاريخه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اللّهمّ اشهد لهم، اللّهمّ قد بلّغت، هذا أخي وابن عمّي وصهري وأبو ولدي، اللّهمّ كبّ من عاداه في النّار.
وأخرج ابن عدي عن جابر رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي: يا علي لو أنّ اُمّتي أبغضوك، لكبّهم الله على مناخرهم في النّار.
وأخرج الديلمي عن الحسين رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: لو أنّ عبداً عَبَدَ الله مثل ما أقام نوح في قومه، وكان له مثل اُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومُدَّ في عمره حتّى يحجّ ألف عام على قدميه، ثمّ قُتِل مظلوماً بين الصّفا والمروة، ثمّ لم يوالك يا علي، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها.
وأخرج ابن مردويه عن عطيّة بن سعد قال: دخلنا على جابر بن عبدالله رضي الله عنه وهو شيخ كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب. فرفع حاجبيه ثمّ قال: ذاك من خير البشر. فقيل له: ما تقول في رجل يبغض عليّاً؟ فقال: ما يبغض عليّاً إلاّ كافر.
وأخرج عن سالم بن أبي الجعد قال: تذاكروا فضل عليّ عند جابر بن عبدالله رضي الله عنه، فقال: وتشكّون فيه؟ فقال بعض القوم: إنّه أحدث. قال: وما يشكّ فيه إلاّ كافر أو منافق.
وأخرج عن عطا قال: سألت عائشة عن عليّ رضي الله عنهما، فقالت: ذاك من خير البريّة، ولا يشكّ فيه إلاّ كافر.
وأخرج أحمد والبزّار وأبو يعلى وابن عدي والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن علي كرّم الله وجهه قال: دعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنّ فيك مثلاً من عيسى، أبغضته اليهود حتّى بهتوا اُمّه، وأحبّته النّصارى حتّى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به، ألا وإنّه يهلك فيّ اثنان: محبّ مفرط يقرظني بماليس فيّ، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني»(2).
(1) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ مخطوط.
(2) مفتاح النجا في مناقب آل العبا ـ مخطوط.