أحاديث في ذمّ القاضي الجائر
فكان «زيد بن ثابت» قاضياً بالمدينة، وكان «جائراً» كما ذكر عمر، والأحاديث في ذم القاضي الجائر مستفيضة في كتب المسلمين:
روى الحافظ المنذري في (الترغيب والترهيب) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أحبّ النّاس إلى الله يوم القيامة وأدناهم منه مجلساً إمام عادل، وأبغض الناس إلى الله تعالى وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر. رواه الترمذي والطبراني في الأوسط مختصراً إلاّ أنّه قال: أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة إمام جائر. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وعن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أفضل النّاس عند الله منزلة يوم القيامة إمام عادل رفيق، وشرّ عباد الله عند الله منزلة يوم القيامة إمام جائر خرق. رواه الطبراني في الأوسط، من رواية ابن لهيعة، وحديثه حسن في المتابعات.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ أشدّ أهل النّار عذاباً يوم القيامة، من قتل نبيّاً أو قتله نبي وإمام جائر. رواه الطبراني، ورواته ثقات، إلاّ ليث بن أبي سليم، وفي الصحيح بعضه، ورواه البزّار بإسناد جيّد إلاّ أنّه قال: وإمام ضلالة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أربعة يبغضهم الله: البيّاع الحلاّف، والفتى المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر. رواه النسائي وابن حبان في صحيحه، وهو في مسلم بنحوه إلاّ أنّه قال: وملك كذّاب وعائل مستكبر.
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثة لا يقبل الله لهم شهادة أن لا إله إلاّ الله، فذكر منهم: الإمام الجائر. رواه الطبراني في الأوسط.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: السلطان ظلّ الله في الأرض يأوي إليه كلُّ مظلوم من عباده; فإن عدل كان له الأجر، وكان على الرعيّة الشكر، وإن جار أو حَافَ أو ظلم كان عليه الوزر، وعلى الرعيّة الصبر، وإذا جارت الولاة قحطت السّماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظَهَرَ الزنا ظهر الفقر والمسكنة، وإذا أخفرت الذمّة اُديل الكفّار أو كلمة نحوها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من طلب قضاء المسلمين حتّى يناله ثمّ غلب عدله جوره، فله النار جوإن غلب جوره عدله فله النّارج. رواه أبو داود.
وعن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنهما: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: القضاة ثلاثة; قاضيان في النّار وقاض في الجنّة: رجل قضى بغير الحق يعلم بذلك فذلك في النّار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النّار، وقاض قضى بالحقّ فذلك في الجنّة. رواه أبو داود ـ وتقدّم لفظه ـ وابن ماجة والترمذيواللفظ له، وقال: حديث حسن غريب.
وعن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلّى عنه ولزمه الشيطان. رواه الترمذي وابن ماجة وابن حبّان في صحيحه، والحاكم إلاّ أنّه قال: فإذا جار تبرّأ الله منه. رووه كلّهم من حديث عمران القطّان جوقال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلاّ من حديث عمران القطّانج وقال الحاكم: صحيح الإسناد. قال الحافظ: وعمران يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى»(1).
(1) الترغيب والترهيب 3: 167 ـ 172/7 و8 و10 و11 و13 و14 و19 و20 و21.