وأمّا مسلم بن الحجّاج… فإنّه ـ كما قالوا ـ كان يرتكب الغمز بالرجال الصادقين الثقات عندهم بلا حجّة، ومن ذلك ما كان منه في «إبراهيم بن عبدالله السعدي» قال الذهبي: «إبراهيم بن عبدالله السعدي النيسابوري، صدوق، له عن يزيد بن هارون ونحوه.
قال أبو عبدالله الحاكم: كان يستخفُّ بمسلم، فغمزه مسلم بلا حجّة»(1).
ولا ريب أنّ هذا يضرّ بعدالة مسلم ويمنع من الإعتماد عليه وعلى رواياته في كتابه، ولذا قال ابن الجوزي: «ومن تلبيس إبليس على أصحاب الحديث: قدح بعضهم في بعض، طلباً للتشفّي، ويخرجون ذلك مخرج الجرح والتعديل الذي استعملت قدماء هذه الاُمّة للذبّ عن الشرع»(2).
أبو زرعة الرازي وصحيح مسلم
هذا، وقد اشتهر بين الأعلام طعن الإمام أبي زرعة الرازي وتكلّمه في كتاب مسلم بن الحجّاج، ففي ترجمة أحمد بن عيسى المصري من (التهذيب) و(الميزان): «قد قال سعيد البردعي: شهدت أبازرعة ذُكر عنده صحيح مسلم فقال: هؤلاء قوم أرادوا التقدّم قبل أوانه، فعملوا شيئاً يتسوّقون به»(3).
وقال أبوالفضل الأدفوي في (الإمتاع): «وكان أبو زرعة يذمّ وضع كتاب مسلم ويقول: كيف تسمّيه الصحيح وفيه فلان وفلان؟ فذكر جماعة».
(1) ميزان الاعتدال 1: 44.
(2) تلبيس إبليس: 135.
(1) ميزان الاعتدال 1: 126.