أبو حيّان الأندلسي
وأمّا أثير الدين أبو حيّان الأندلسي ، فترجمته في طبقات السبكي والوافي بالوفيات وبغية الوعاة والدرر الكامنة وفوات الوفيات وغيرها(1).
لكنّ أبا حيّان كان يتكلّم في ابن تيميّة ويتهجّم عليه ويرميه بكلّ سوء(2) وهذا من نقائصه، وهو يوجب الحطّ له من المحبّين لابن تيميّة…
وأبو حيّان ـ كما في (بغية الوعاة) ـ: «كان يفتخر بالبخل، كما يفتخر الناس بالكرم»(3) وهذه رذيلة عظيمة لا يخفى قبحها على أحد!!
ومن معايبه ما ذكره الصفدي في (الوافي) قال:
«كان الشيخ تقي الدين قد نزل عن تدريس مدرسة لولده ـ نسيت أنا المدرسة واسم ابنه ـ فلمّا حضر الشيخ أثيرالدين درس قاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز، قرأ آية تفسيرها درس ذلك اليوم وهي قوله تعالى: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم) الآية، فبرز أبو حيّان بين الحلقة وقال: يا مولانا قاضي القضاة قدّموا أولادهم، قدّموا أولادهم، يكرّر ذلك. فقال قاضي القضاة: ما معنى هذا؟ قال ابن دقيق العيد: نزل لولده فلان عن تدريس المدرسة الفلانية، فنقل المجلس إلى تقي الدين ابن دقيق العيد فقال: أمّا أبو حيّان ففيه دعابة أهل الأندلس ومجونهم، وأمّا أنت يا قاضي القضاة، يبدّل القرآن في حضرتك وما تنكر هذا الأمر.
فما كان عن قليل حتّى عزل ابن بنت الأعز من القضاء ابن دقيق العيد، وكان إذا خلا شيء من الوظائف التي تليق بالشيخ أثيرالدين أبي حيان يقول الناس: هذه لأبي حيان يخرجها الشيخ تقي الدين لغيره.
فهذا هو السبب الموجب لحطّ أبي حيّان وشناعته عليه…».
(1) طبقات السبكي 9: 276/1336، الوافي بالوفيات 5: 267/2345، بغية الوعاة 1: 28/516، الدرر الكامنة 4: 302/832، فوات الوفيات 4: 71/506.
(2) الدرر الكامنة 4 : 308/832 .
(3) بغية الوعاة 1: 282/516.