أبوالعالية
وأمّا أبوالعالية، الذي جاء بترجمته من (رجال المشكاة) للدهلوي:
«قالت حفصة بنت سيرين: سمعته يقول: قرأت القرآن على عمر ثلاث مرّات، وزهد في الدنيا، وحجَّ خمساً وستّين حجّة»(1).
وفي (مرآة الجنان):
«أبوالعالية، رفيع بن مهران الرياحي، مولاهم، البصري، المقرىء المفسّر، وقد دخل على أبي بكر، وقرأ القرآن على اُبي. قال أبوالعالية: كان ابن عبّاس يرفعني على السرير وقريش أسفل. وقال أبوبكر ابن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، وبعده سعيد بن جبير»(2).
وكذا في (تدريب الراوي)(3).
فقد أورده في (الميزان) وقال:
«قال ابن عدي: تُكلّم فيه من أجل حديث الضحك في الصّلاة»(4).
بل عن الشافعي أنّه تكلّم في حديثه كلّه وقال:
«حديث أبي العالية الرياحي رياح»(5).
وهذا الكلام ـ وإنْ حاول الذهبي تأويله ـ يدلُّ على سقوط كافة روايات الرجل وعدم اعتباره عند الشافعي، ولذا قال السمعاني: «كان الشافعي سيّىء الرأي فيه وفي رواياته»(6).
وفي (رسالة ترجيح مذهب الشافعي) للفخر الرازي:
«استدلّوا على ضعف حرام بن عثمان بقول الشافعي: حديث حرام كاسمه حرام، وحديث الرياحي رياح، ومن روى عن أبي جابر البياضي بيّض الله عينيه. ولمّا ثبت أنّ العلماء رجعوا إلى فتواه في الجرح والتعديل، علمنا أنّ تقدّمه في علم الحديث كان معروفاً مسلّماً فيما بين النّاس».
وتكلّم ابن سيرين أيضاً في أبي العالية، بما لا يقبل الحمل والتأويل، فقد جاء في (العناية) بعد ما يرونه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من الحديث: لا وضوء على من نام قائماً أو قاعداً:
«فإنْ قيل: هذا الحديث غير صحيح، لأنّ مداره على أبي العالية، وهو ضعيف عند النقلة، روي عن ابن سيرين أنّه قال: حدّث عمّن شئت إلاّ عن أبي العالية، فإنّه لا يبالي عمّن أخذ، أي: لا يبالي أن يروي عن كلّ أحد…»(7).
(1) تحصيل الكمال في أسماء الرجال. رجال المشكاة، للشيخ عبدالحق الدهلوي.
(2) مرآة الجنان 1: 147 السنة 93.
(3) انظر تدريب الراوي 2: 400.
(4) ميزان الاعتدال 4: 543/10344.
(5) ميزان الاعتدال 2: 54/2790.
(6) الأنساب 3: 111 الرياحي.
(7) العناية في شرح الهداية 1: 44 ط هامش فتح القدير .