نعيم بن حمّاد
ومنهم نعيم بن حمّاد… قال السمعاني في (الأنساب) بترجمته:
«يقال له: الفارض، لأنّه يعرف الفرائض وقسمة المواريث معرفة حسنة، واشتهر بهذه النسبة حتّى كان يقال له نعيم الفارض ـ إلى أن قال ـ وكان من العلماء ولكنّه ربّما يهمّ ويخطي ومن ينجو من ذلك؟ ثبت في المحنة حتّى مات في الحبس، وسمع منه حمزة الكاتب في الحبس، وكان قد امتنع عن القول بخلق القرآن، وكان يقول: أنا كنت جهميّاً فلذلك عرفت كلامهم، فلمّا طلبت الحديث علمت أنّ أمرهم يرجع إلى التعطيل»(1).
وقال الذهبي بترجمته في (ميزان الاعتدال):
«نعيم بن حمّاد الخزاعي المروزي، أحد الأئمة الأعلام، على لين في حديثه. قال الخطيب: يقال: إنّ نعيم بن حمّاد أوّل من جمع المسند.
وقال الحسين بن حبّان: سمعت يحيى بن معين يقول: نعيم بن حمّاد صدوق وأنا أعرف الناس به، وكان رفيقي في البصرة، كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.
وكذا وثّقه أحمد.
وروى إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين: ثقة.
وقال أحمد العجلي: ثقة صدوق.
وقال العبّاس بن مصعب في تاريخه: نعيم بن حمّاد وضع كتباً في الردّ على الجهميّة، وكان من أعلم النّاس بالفرائض.
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حمّاد وتقدّمه في العلم ومعرفة السنن»(2).
وأما قوله بالتجسيم، فقد حكاه ابن الجوزي في (تلبيس ابليس) فإنه قال:
«قال أبو يحيى: وقد حكى كثير من المتكلّمين إنّ مقاتل بن سليمان ونعيم بن حمّاد وداود الجواربي يقولون إنّ الله صورة وأعضاء، أفترى هؤلاء كيف يثبتون له القدم دون الآدميّين، ولم لا يجوز عليه عندهم ما يجوز على الآدميّين، من مرض وتلف» إلى آخر ما أفاد وأجاد(3).
وقال الخطيب:
«نعيم بن حمّاد بن معاوية بن الحارث، أبو عبدالله الخزاعي، الأعور المروزي، كان قد سكن مصر، ولم يزل مقيماً حتّى اُشخص للمحنة في القرآن إلى سرّ من رأى في أيّام المعتصم، فسُئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم إلى أنّ القرآن مخلوق، فسجن إلى أن مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين، واُلقي في حفرة، ولم يكفّن ولم يُصلَّ عليه.
وروى مسنداً إلى مروان بن عثمان، عن عمارة بن عامر، عن اُمّ الطّفيل قالت: سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يذكر إنّه رأى ربّه تعالى في المنام في أحسن صورة، شابّاً موفّراً، رجلاه في خصر عليه نعلان من ذهب، على وجهه فراش من ذهب.
وروى الخطيب عقيب هذا الخبر عن نعيم بإسناده يرفعه قال: سمعت أباعبدالرحمان النسوي يقول: ومن مروان بن عثمان حتّى يصدّق على الله عزّوجلّ؟
وقال صالح بن محمّد: إنّ نعيماً كان يحدّث من حفظه، وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها»(4).
(1) الأنساب 4 : 333 .
(2) ميزان الإعتدال 7 : 41 ـ 42/9109 .
(3) تلبيس ابليس : 100 .
(4) تاريخ بغداد 13 : 306 ـ 314 ملخّصاً .