مقاتل بن سليمان
ومقاتل بن سليمان من القائلين بالتشبيه والتجسيم، وهو ـ كما في (الملل والنحل) ـ من أئمة السلف، وفي عداد أحمد بن حنبل وأمثاله، قال الشهرستاني:
«فأمّا أحمد بن حنبل وداود بن علي الأصبهاني وجماعة من أئمّة السلف فجروا على منهاج السلف المتقدمين عليهم من أصحاب الحديث كمالك بن أنس ومقاتل بن سليمان سلكوا طريق السلامة وقالوا: نؤمن بما ورد به الكتاب والسنّة ولا نتعرّض للتأويل»(1).
وقد ورد قوله بالتجسيم في (المواقف) حيث قال:
«والمجسّمة قالوا هو جسم حقيقة. فقيل: مركّب من لحم ودم، كمقاتل ابن سليمان»(2).
وفي (منهاج السنة):
«قال الأشعري في المقالات: وقال داود الجواربي ومقاتل بن سليمان: إنّ الله جسم، وإنّه جثّة وأعضاء وعلى صورة الإنسان لحم ودم وشعر وعظم، له جوارح وأعضاء من يد ورجل ولسان ورأس وعينين، ومع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه»(3).
وإذا كان الأشعري ينسب ذلك إلى مقاتل، فلا يصغى إلى تشكيكات بعض الناس.
وأيضاً، فقد جاء بترجمة مقاتل من (الأنساب) ما نصّه:
«أبوالحسن مقاتل بن سليمان الخراساني مولى الأزد، أصله من بلخ، وانتقل إلى البصرة، وبها مات بعد قدوم الهاشميّة، وكان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان مشبّهاً يُشبّه الربّ بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث، وكان أبو يوسف القاضي يقول: قال أبو حنيفة رحمه الله: يا أبايوسف إحذر صنفين من خراسان: الجهميّة والمقاتليّة»(4).
وهكذا في (ميزان الإعتدال):
«قال أبو حنيفة: أفرط جهم في نفي التشبيه حتّى قال إنّه تعالى ليس بشيء، وأفرط مقاتل ـ يعني في الإثبات ـ حتّى جعله مثل خلقه»(5).
وفيه:
«قال ابن حبان: كان يأخذ عن اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان يشبّه الربّ بالمخلوق، وكان يكذب في الحديث»(6).
(1) الملل والنحل 1 : 104 .
(2) شرح المواقف في علم الكلام 3 : 38 .
(3) منهاج السنة 1 : 372 .
(4) الأنساب للسمعاني 2 : 337 .
(5) ميزان الإعتدال 6 : 505/8747 .
(6) ميزان الإعتدال 6 : 507 .