مع ابن حجر المكي
وابن حجر المكي أيضاً عاند الحق وتكلّم في أهله حيث قال في (الصواعق):
«ثمّ المقرّر في الشريعة المطهّرة أنّ الصغير لا تصحّ ولايته، فكيف ساغ لهؤلاء الحمقى المغفّلين أن يزعموا إمامة من عمره خمس سنين، وأنّه اُوتي الحكم صبيّاً، مع أنّه صلّى الله عليه وسلّم لم يخبر به، ما ذلك إلاّ مجازفة وجرأة على الشريعة الغَرَّاء.
قال بعض أهل البيت: وليت شعري من المخبر لهم بهذا؟ وما طريقه؟ ولقد صاروا بذلك وبوقوفهم بالخيل على ذلك السرداب وصياحهم بأن يخرج إليهم ضحكة لاُولي الألباب.
ولقد أحسن القائل:
ما آن للسّرداب أن يلد الذي *** كلّمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفا فإنّكم *** ثلّثتم العنقاء والغيلانا»
وقد قال ابن حجر بترجمة الإمام الحسن العسكري:
«ولم يخلّف غير ولده أبي القاسم محمّد الحجّة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنّه ستر بالمدينة وغاب فلم يعلم أين ذهب…»(1).
أقول :
لقد أرسل بعض الناصبة من أهل بغداد هذا الشعر إلى النجف الأشرف، فانبرى للجواب عنه الشيخ ميرزا حسين النوري الطبرسي بكتاب (كشف الأستار عن الإمام الغائب عن الأبصار) ثمّ نظم غير واحد من العلماء الأعلام مطالب هذا الكتاب في أشعار لهم جواباً عن الشعر المذكور، منهم: الشيخ محمّدجواد البلاغي، والسيّد محسن الأمين العاملي، والشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء…
(1) الصواعق المحرقة 2/483 .