كلمات العلماء في حقّه
1 ـ قال الحجّة الأمين العاملي :
«كان من أكابر المتكلّمين الباحثين عن أسرار الديانة، والذابّين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، علاّمة نحريراً ماهراً بصناعة الكلام والجدل، محيطاً بالأخبار والآثار، واسع الإطلاع، كثير التتبع، دائم المطالعة، لم ير مثله في صناعة الكلام والإحاطة بالأخبار والآثار في عصره بل وقبل عصره بزمان طويل وبعد عصره حتّى اليوم.
ولو قلنا: إنّه لم ينبغ مثله في ذلك بين الإماميّة بعد عصر المفيد والمرتضى لم نكن مبالغين، يعلم ذلك من مطالعة كتاب (العبقات) وساعده على ذلك ما في بلاده من حرّيّة الفكر والقول والتأليف والنشر، وقد طار صيته في الشرق والغرب وأذعن لفضله عظماء العلماء.
وكان جامعاً لكثير من فنون العلم، متكلّماً، محدّثاً، رجاليّاً، أديباً، قضى عمره في الدرس والتصنيف والتأليف والمطالعة»(1).
2 ـ وقال شيخنا الحجّة الطهراني :
«من أكابر متكلّمي الإماميّة وأعاظم علماء الشيعة المتبحّرين في أوليات هذا القرن، كان كثير التتبّع، واسع الاطّلاع والإحاطة بالآثار والأخبار والتراث الإسلامي، بلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحد من معاصريه ولا المتأخّرين عنه، بل ولا كثير من أعلام القرون السابقة، أفنى عمره الشريف في البحث عن أسرار الديانة، والذبّ عن بيضة الإسلام، وحوزة الدين الحنيف، ولا أعهد في القرون المتأخّرة من جاهد جهاده وبذل في سبيل الحقائق الراهنة طارفه وتلاده، ولم تر عين الزمان في جميع الأمصار والأعصار مضاهياً له، في تتبّعه وكثرة اطّلاعه ودقّته وذكائه وشدّة حفظه وضبطه.
قال سيّدنا الحسن الصّدر في (التكملة): كان من أكابر المتكلّمين، وأعلام علماء الدين وأساطين المناظرين المجاهدين، بذل عمره في نصرة الدين وحماية شريعة سيّد المرسلين والأئمّة الهادين، بتحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة، واحتجاجات برهانيّة، وإلزامات نبويّة، واستدلالات علويّة، ونقوض رضويّة، حتّى عاد الباب من (التحفة الإثنى عشريّة) خطابات شعريّة وعبارات هنديّة تضحك منها البريّة، ولا عجب:
فالشبل من ذاك الهِزَبر وإنّما *** تلد الاُسود الضاريات اُسودا»(2)
3 ـ وقال المحقّق الشيخ محمّد علي التبريزي :
«حجّة الإسلام والمسلمين، لسان الفقهاء والمجتهدين، ترجمان الحكماء والمتكلّمين، علاّمة العصر مير حامد حسين، من ثقات وأركان علماء الإماميّة، ووجوه وأعيان فقهاء الإثنى عشريّة، كان جامعاً للعلوم العقليّة والنقليّة، بل من آيات الله وحجج الفرقة المحقّة، ومن مفاخر الشيعة بل الاُمّة الإسلاميّة، وبالأخص; فإنّه يعدّ من أسباب افتخار قرننا على سائر القرون…»(3).
4 ـ وقال العلاّمة المحدّث القمّي :
«السيّد الأجل العلاّمة والفاضل الورع الفهّامة، الفقيه المتكلّم المحقّق والمفسّر المحدّث المدقّق، حجّة الإسلام والمسلمين آية الله في العالمين، وناشر مذهب آبائه الطاهرين، السيف القاطع، والركن الدافع، والبحر الزاخر، والسحاب الماطر، الذي شهد بكثرة فضله العاكف والبادي، وارتوى من بحار علمه الضمآن والصّادي:
هو البحر لا بل دون ما علمه البحر *** هو البدر لا بل دون طلعته البدر
هو النجم لا بل دونه النجم طلعة *** هو الدرّ لا بل دون منطقه الدرّ
هو العالم المشهور في العصر والذي *** به بين أرباب النُهى افتخر العصر
هو الكامل الأوصاف في العلم والتقى *** فطاب به في كلّ ما قطر الذكر
محاسنه جلّت عن الحصر وازدهى *** بأوصافه نظم القصائد والنثر
وبالجملة: فإنّ وجوده كان من آيات الله وحجج الشيعة الإثنى عشريّة، ومن طالع كتابه (العبقات) يعلم أنّه لم يصنّف على هذا المنوال في الكلام ـ لاسيّما في مبحث الإمامة ـ من صدر الإسلام حتّى الآن…»(4).
5 ـ وقال صاحب تكملة نجوم السماء :
«آية الله في العالمين وحجّته على الجاحدين، وارث علوم أوصياء خير البشر، المجدّد للمذهب الجعفري على رأس المئة الثالثة عشر، مولانا ومولى الكونين المقتفي لآثار آبائه المصطفين، جناب السيّد حامد حسين، أعلى الله مقامه وزاد في الخلد إكرامه.
بلغ في علوّ المرتبة وسموّ المنزلة مقاماً تقصر عقول العقلاء وألباب الألباء عن دركه، وتعجز أَلسنة البلغاء وقرائح الفصحاء عن بيان أيسر فضائله…»(5).
6 ـ وقال صاحب المآثر والآثار :
«مير حامد حسين اللكهنوي، آية من الآيات الإلهيّة، وحجّة من حجج الشيعة الإثنى عشريّة، جمع إلى الفقه التضلّع في علم الحديث والإحاطة بالأخبار والآثار وتراجم رجال الفريقين، فكان في ذلك المتفرّد بين الإماميّة، وهو صاحب المقام المشهود، والموقف المشهور بين المسلمين في فنّ الكلام ـ ولاسيّما مبحث الإمامة ـ ومن وقف على كتابه عبقات الأنوار عَلم أنّه لم يصنّف على منواله في الشيعة من الأوّلين والآخرين… ومن الأمارات على كونه مؤيّداً من عند الله ظفره بكتاب الصواقع لنصر الله الكابلي الذي انتحل الدهلوي كلّه…»(6).
7 ـ وقال صاحب أحسن الوديعة :
«لسان الفقهاء والمجتهدين، وترجمان الحكماء والمتكلّمين، وسند المحدّثين مولانا السيّد حامد حسين… كان رحمه الله من أكابر المتكلّمين الباحثين في الديانة، والذابّين عن بيضة الشريعة وحوزة الدين الحنيف، وقد طار صيته في الشرق والغرب، وأذعن بفضله صناديد العجم والعرب، وكان جامعاً لفنون العلم، واسع الإحاطة، كثير التتبّع، دائم المطالعة، محدّثاً رجاليّاً أديباً أريباً، وقد قضى عمره الشريف في التصنيف والتأليف، فيقال أنّه كتب بيمناه حتّى عجزت بكثرة العمل، فأضحى يكتب باليسرى.
وله مكتبة كبيرة في لكهنو، وحيدة في كثرة العدد من صنوف الكتب، ولاسيّما كتب المخالفين.
وبالجملة، فهو في الديار الهنديّة سيّد المسلمين حقّاً وشيخ الإسلام صدقاً، وأهل عصره كلّهم مذعنون لعلوّ شأنه في الدين والسّيادة وحسن الإعتقاد وكثرة الإطّلاع وسعة الباع ولزوم طريقة السلف»(7).
8 ـ وقال كحّالة :
«… أمير، متكلّم، فقيه، أديب…»(8).
9 ـ وقال صاحب نزهة الخواطر :
«ولد لأربع خلون من المحرّم سنة 1246 في «ميرتهـ» حيث كان والده صدرالصدور، وقرأ عليه الكتب الإبتدائيّة المتداولة، ومات أبوه وله 15 سنة من العمر، فقرأ الأدب على المولوي بركة علي السنّي والمفتي محمّد عبّاس اللّكهنوي، والعلوم العقليّة على السيّد مرتضى ابن المولوي سيّد محمّد، وكتب العلوم الشرعيّة على السيّد محمّد بن دلدار علي وعلى السيّد حسين، وكان أكثر أخذه ودراسته على الأخير، واشتغل بعد التحصيل بترتيب مؤلّفات والده وتصحيحها ومقابلتها بالاُصول.
وبدأ بتأليف استقصاء الإفحام في الردّ على منتهى الكلام للشيخ حيدر علي الفيض آبادي، وأكمل شوارق النصوص.
وسافر في سنة 1282 للحج والزيارة، واقتبس من الكتب النادرة في الحرمين، ورجع إلى الهند وانصرف إلى المطالعة والتأليف واقتناص الكتب النادرة، وكثير منها بخطّ مؤلّفيها من كلّ مكان وبكلّ طريق، وأنفق عليها الأموال الطائلة، حتّى اجتمع عنده عشرة آلاف من الكتب، منها ما جلبت من مصر والشام والبلاد البعيدة.
وكان بارعاً في الكلام والجدل، واسِع الاطّلاع، كثير المطالعة، سائل القلم، سريع التأليف، وقد أضنى بنفسه في الكتابة والتأليف، حتّى اعترته الأمراض الكثيرة وضعفت قواه.
وكان جلّ اشتغاله بالردّ على أهل السنّة ومؤلّفات علمائهم وأئمّتهم، كالشيخ الإمام وليّ الله الدهلوي وابنه الشيخ عبدالعزيز والشيخ حيدر علي الفيض آبادي وغيرهم.
ومن مؤلّفاته: استقصاء الإفحام، في مجلّدين ضخمين، وعبقات الأنوار، في ثلاثين جزءً، وشوارق النصوص، في خمسة أجزاء، وكشف المعضلات في حلّ المشكلات، وكتاب النجم الثاقب في مسألة الحاجب ـ في الفقه، والدرر السنيّة في المكاتيب والمنشآت العربيّة، وله غير ذلك من المؤلّفات.
مات في 18 صفر سنة 1306 في لكهنو، ودفن في حسينيّة العلاّمة السيّد دلدار علي المجتهد»(9).
(1) أعيان الشيعة 4/381 .
(2) أعلام الشيعة 1/347 بتلخيص .
(3) ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب 3/432 .
(4) الفوائد الرضويّة : 91 ـ 92 .
(5) تكملة نجوم السماء 2/24 .
(6) المآثر والآثار : 168 .
(7) أحسن الوديعة في تراجم علماء الشيعة : 103 .
(8) معجم المؤلّفين 1/521 رقم 3897 .
(9) نزهة الخواطر 8/99 ـ 100 .