ملحقٌ في تحقيق حال الحسن البصري
من حيث التشيّع
قال الفيض آبادي :
ذكر أبان بن أبي عيّاش أنّه اجتمع بالحسن البصري، ووصفه بالتشيّع لأميرالمؤمنين عليه السلام، فإنْ كان كاذباً في وصفه بذلك، فهذا من افتراءاته وأكاذيبه، وإنْ كان صادقاً فكيف يجتمع مع رواية (الاحتجاج) للطبرسي:
«لمّا فرغ أميرالمؤمنين عليه السلام من قتال أهل البصرة مرّ بالحسن البصري وهو يتوضّأ.
فقال له: يا حسن، لقد أكثرت من إراقة الماء.
فقال: لقد أكثرت من إراقة الدماء.
فقال: أسبغ وضوءك.
فقال: والله لقد قتلت بالأمس قوماً كانوا يصلّون الخمس ويسبغون الوضوء.
فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: قد كان ما رأيت، فما منعك أن تعين علينا عدوّنا؟
فقال: والله لأصدقنّك يا أميرالمؤمنين، لقد خرجت في أوّل يوم، فاغتسلت وتحنّطت وصببت علَيَّ سلاحي، وأنا لا أشكّ في أنَّ التخلّف عن اُم المؤمنين عائشة هو الكفر، فلمّا انتهيت إلى موضع نادى مناد: يا حسن! إرجع، فإنّ القاتل والمقتول في النار، فرجعت ذعراً وجلست في بيتي، فلمّا كان اليوم الثاني لم أشك أنّ التخلّف عن اُم المؤمنين هو الكفر، فتحنّطت وصببت علَيّ سلاحي وخرجت اُريد القتال، حتّى انتهيت إلى ذلك الموضع، فنادانيِ من خلفي: ياحسن! إرجع، فإنّ القاتل والمقتول في النار.
فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: صدقت، أتدري من ذلك المنادي؟
قال: لا.
قال: ذاك أخوك إبليس، وصدقك أنّ القاتل والمقتول منهم في النار»(1).
وهذا الحديث ـ وإن كانت أمارات الوضع لائحة عليه، لأنّ من المحال أنْ يمنع إبليس الحسن من أن يخرج إلى قتال الأمير الذي هو كفر بزعم الشيعة ـ يكذّب دعوى أبان تشيّع الحسن للأمير، وإلاّ لزم القول بجواز الجمع بين التشيّع والاُخوّة لإبليس، إلى غير ذلك من المفاسد.
(1) الإحتجاج على أهل اللجاج 1 : 402 ـ 403 .