قصّة أبي رومي
ومنها : قصة أبي رومي، التي رووها عن ابن عباس، كما في (الدر المنثور) قال:
«أخرج ابن مردويه والديلمي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: كان أبورومي من شرّ أهل زمانه، وكان لا يدع شيئاً من المحارم إلاّ ارتكبه، وكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: لئن رأيت أبا رومي في بعض أزقّة المدينة لأضربنّ عنقه.
وإنّ بعض أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتاه ضيف له، فقال لامرأته: إذهبي إلى أبي رومي فخذي لنا منه بدرهم طعاماً حتّى ييسّر الله تعالى. فقالت له: إنّك لتبعثني إلى أبي رومي وهو أفسق أهل المدينة؟! فقال: إذهبي فليس عليك منه بأس إنْ شاء الله تعالى، فانطلقت فضربت عليه الباب، فقال: من هذا؟ قالت: فلانة. قال: ما كنت لنا بزوّارة؟! ففتح لها الباب فأخذها بكلام رفث، ومدّ يده إليها فأخذتها رعدة شديدة، فقال: ما شأنك؟ قالت: إنّ هذا عمل ما عملته قطّ. قال أبو رومي: ثكلت أبا رومي اُمّه، هذا عمل عَمِله وهو صغير لا تأخذه رعدة ولا يبالي على أبي رومي، عهد الله إن عاد لشيء من هذا أبداً.
فلمّا أصبح غدا على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: مرحباً يا أبا رومي وأخذ يوسّع له المكان وقال له: يا أبارومي ما عملت البارحة؟ فقال: ما عسى أن أعمل يا نبيّ الله، أنا شرّ أهل الأرض، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله قد حوّل مكتبك إلى الجنّة فقال: ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ).
وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال: كان أبو رومي من شرّ أهل زمانه، وكان لا يدع شيئاً من المحارم إلاّ ارتكبه، فلمّا أصبح غدا على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا رآه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من بعيد قال: مرحباً يا أبا رومي وأخذ يوسّع له المكان، فقال له: يا أبا رومي، ما عملت البارحة؟ قال: ما عسى أن أعمل يا نبيّ الله، أنا شرّ أهل الأرض. فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله جعل مكتبك إلى الجنّة فقال: ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب )»(1).
وبعد:
فهل يبقى المعاندون يشنّعون على الإمامية رواياتهم في البداء وعقيدتهم في هذه الحقيقة الدينية؟ وهل يستمرّون على التبحّج بكلام سليمان ابن جرير الزيدي(2) وأمثاله من أعداء أهل البيت؟
(1) الدر المنثور 4 : 663 .
(2) انظر الملل والنحل 1 : 159 ـ 160 .