في العراق
وفي العراق كذلك… فقد نشر محمود شكري الآلوسي البغدادي مختصر ترجمة (التحفة الإثنى عشريّة) إلى العربيّة في سنة 1301 ـ أي قبل وفاة السيّد صاحب (عبقات الأنوار) في الردّ على (التحفة) بخمس سنوات ـ وقد ذكر في مقدّمة الكتاب ما نصّه:
«وبعد، فيقول المفتقر إلى الله، الملتجئ إلى ركن فضله وعلاه، خادم العلوم الدينيّة في مدينة دار السلام المحمية، محمود شكري ابن السيّد عبدالله الحسيني الآلوسي البغدادي، كان الله تعالى له خير معين وأحسن هادي:
إنّ علماء الشيعة لم يزالوا قائمين على ساق المناظرة، واقفين في ميادين المنافرة والمكابرة، مع كلّ قليل البضاعة، ممّن ينتمي إلى مذاهب أهل السنّة والجماعة، لاسيّما في الديار العراقيّة وما والاها من ممالك الدولة العليّة العثمانيّة، حتّى اغترّ بشبههم من الجهلة الاُلوف، وانقاد لزمام دعواهم ممّن لم يكن له على معرفة الحقّ وقوف، فلمّا رأيت الأمر اتّسع خرقه والشرّ تعدّدت طرقه، شمّرت عن ساعد الجدّ والاجتهاد في الذبّ عن ملك ذوي الرشاد، ورأيت أن اُؤلّف في هذا الباب كتاباً مشتملاً على فصل الخطاب به يتميّز القشر عن اللباب ويتبيّن الخطأ من الصواب.
وقد ألّف العالم العلاّمة والنحرير الفهّامة الشيخ غلام محمّد أسلمي الهندي، تغمّده الله تعالى بغفرانه الأبدي، ترجمة (التحفة الإثنى عشريّة في الردّ على فرق الشيعة الإماميّة)، فوجدته كتاباً انكشفت شبه المناظرين بأنوار دلائله واندفعت شكوك المعاندين بمسلَّم براهينه… فحداني التوفيق الإلهي إلى تلخيص ذلك الكتاب، وهداني التأييد الرباني إلى إبراز غواني معانيه بأبهى لباب، مع ضمّ ما يؤدّي إليه المقام ممّا أفاده العلماء الأعلام، بعبارات سهلة موجزة مشتملة ينتفع بها الخاص والعام ويتلقّاها بالقبول ذوو الإنصاف من الأنام.
ولمّا يسّر الله تعالى ما طلبته، وأجابني فيما رجوته ودعوته، سمّيت الكتاب (المنحة الإلهيّة بتلخيص ترجمة التحفة الإثنى عشريّة).
وقدّمته لأعتاب خليفة الله في أرضه ونائب رسوله… ألا وهو أميرالمؤمنين الواجب طاعته على الخلق أجمعين، سلطان البرّين وخاقان البحرين، السلطان ابن السلطان، السلطان الغازي عبدالحميد خان…».
Menu