عملنا في الكتاب
إنّه قد علم ممّا تقدّم: إنّ كتاب (استقصاء الإفحام) يحتوي على قضايا مهمّة ومسائل أساسيّة، ففيه بحثٌ قرآني على ضوء روايات القوم في كيفيّة جمع القرآن وما ورد عن عثمان وغيره حوله، وهو بحثٌ لا يوجد في أيّ كتاب قبله.
وكذا تحقيقه في القول بالتجسيم ومسألة البداء، وغيرهما من البحوث الإعتقاديّة…
ثمّ دراسته للكتب والمؤلّفين، فهو يدافع عن كتاب سليم بن قيس الهلالي ويثبت اعتباره، ويناقش اعتبار الصحاح الستّة وأحوال مؤلّفيها، وكذلك يدافع عن تفسير علي بن إبراهيم القمي، ثمّ يتعرّض لطبقات المفسّرين وكتب التفسير عند أهل السنّة وينظر في أحوالها على ضوء ما جاء في كتب القوم.
وما يذكره حول عقائد أبي حنيفة وأخذه بالقياس، وما قيل فيه وفي مالك والشافعي وغيرهم من أئمّة الفقه… ممّا يتبيّن امتياز مذهب الإماميّة الآخذين فقههم عن أهل البيت عليهم السلام عن المذاهب الاُخرى…
فهذه بحوثٌ ودراسات… ونقود وردود… قد اجتمعت في هذا الكتاب، وكثير منها ـ إنْ لم نقل كلّها ـ ممّا تفرّد به السيّد المؤلّف، ولم يسبقه إليها غيره.
التعريب : ولمّا كان الكتاب باللّغة الفارسيّة، فقد قمنا بتعريب مطالبه ونقلها إلى العربيّة، لكن الترجمة ليست حرفيّةً وإنْ حاولنا ذلك قدر الإمكان.
التلخيص : وقد لخّصنا المطالب، بحذف المكرّر وإسقاط ما لا دخل له فيه، فهو تلخيص دقيق لا يفوّت شيئاً من فوائد الكتاب ولا يخلّ بالمقصود.
التنسيق : وبذلنا الجهد الكبير للتنسيق بين المواضيع، لأنّها كانت متشتّتةً جدّاً، بسبب أنّ كثيراً منها أو كلّها إنّما جرى على قلم الفيض آبادي بصورة الجمل المعترضة، فاهتمّ السيّد المؤلّف بذلك ولم يسكت عنه، بل فصّل الكلام في موضعه، ومن الطبيعي حينئذ أن ينقطع الكلام وينفصل بعضه عن البعض… فجمعنا كلّ بحث في مكان واحد تحت عنوان يخصّه، ليصل القارئ إلى النتيجة المطلوبة منه بسهولة.
وأيضاً، فقد حاولنا التنسيق بين المطالب من الناحية الموضوعيّة، من البحوث الإعتقاديّة والفقهيّة، والتفسيريّة، والحديثيّة، وجعلنا بحوثاً في المجلّد الأخير تحت عنوان الملحقات…
الإضافة والتعليق : ثمّ أضفنا إلى مطالب الكتاب ـ في بعض فصوله ـ ما رأينا من الضروري إضافته تكميلاً للبحث، كما علّقنا على مواضع منه في داخله بقدر الحاجة وفي النيّة التعليق في الهامش على كلّ الكتاب في الطبعة اللاّحقة بعد مراجعته وتكميل نواقصه وتصحيح أخطائه إن شاء الله تعالى.
التحقيق : وقد وثّقنا النصوص المنقولة في الكتاب، وأرجعناها إلى المصادر بعد تطبيقها عليها بقدر الإمكان.
وقد سمّينا هذا المجهود باسم (استخراج المرام من استقصاء الإفحام).