3 ـ عبقات الأنوار
وأمّا كتابه (عبقات الأنوار) فقد قال الميرزا أبوالفضل الطهراني:
«… عبقات الأنوار: تصنيف السيّد الجليل، المحدّث العالم العامل، نادرة الفلك وحسنة الهند، ومفخرة لكهنو وغرّة العصر، خاتم المتكلّمين، المولوي الأمير حامد حسين المعاصر الهندي اللّكهنوي قدّس سرّه وضوعف برّه، الذي أعتقد أنّه لم يصنّف مثل هذا الكتاب المبارك منذ بداية تأسيس علم الكلام حتّى الآن في مذهب الشيعة، من حيث الإتقان في النقل، وكثرة الإطّلاع على كلمات المخالفين، والإحاطة بالروايات الواردة من طرقهم في باب الفضائل. فجزاه الله عن آبائه الأماجد خير جزاء ولد عن والده، ووفّق خلفه الصالح لإتمام هذا الخير الناجح»(1).
وقال السيّد الأمين:
«عبقات الأنوار في إمامة الأئمّة الأطهار بالفارسيّة، لم يكتب مثله في بابه في السلف والخلف، وهو في الردّ على باب الإمامة من (التحفة الإثنى عشريّة) للشاه عبدالعزيز الدهلوي، فإنّ صاحب التحفة أنكر جملة من الأحاديث المثبتة إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام، فأثبت المترجم تواتر كلّ واحد من تلك الأحاديث من كتب من تسمّوا بأهل السُّنّة.
وهذا الكتاب يدلّ على طول باعه وسعة اطّلاعه، وهو في عدّة مجلّدات، منها مجلّد في حديث الطير… وقد طبعت هذه المجلّدات ببلاد الهند، وقرأت نبذاً من أحدها فوجدت مادّة غزيرة وبحراً طامياً، وعلمت منه ما للمؤلّف من طول الباع وسعة الاطّلاع.
وحبّذا لو ينبري أحد لتعريبها وطبعها بالعربيّة، ولكن الهمم عند العرب خامدة…»(2).
وقال شيخنا الحجّة الطهراني:
«وهو أجلّ ما كتب في هذا الباب من صدر الإسلام إلى الآن»(3).
وقال أيضاً:
«هو من الكتب الكلاميّة التاريخيّة الرجاليّة، أتى فيه بما لا مزيد عليه لأحد من قبله»(4).
وقال المحدّث الكبير الشيخ القمّي ما تعريبه:
«لم يؤلّف مثل كتاب (العبقات) من صدر الإسلام حتّى يومنا الحاضر، ولايكون ذلك لأحد إلاّ بتوفيق وتأييد من الله تعالى ورعاية من الحجّة عليه السلام»(5).
وقال المحقّق الشيخ محمّد علي التبريزي ما تعريبه:
«ويظهر لمن راجع كتاب (عبقات الأنوار) أنّه لم يتناول أحد منذ صدر الإسلام حتّى عصرنا الحاضر علم الكلام ـ لاسيّما باب الإمامة منه ـ على هذا المنوال… وظاهر لكلّ متفطّن خبير أنّ هذه الإحاطة الواسعة لا تحصل لأحد إلاّ بتأييد من الله تعالى وعناية من وليّ العصر عجّل الله فرجه»(6).
وقال العلاّمة الحجّة المجاهد الشيخ الأميني، في المؤلّفين في حديث الغدير:
«السيّد مير حامد حسين ابن السيّد محمّد قلي الموسوي الهندي اللكهنوي المتوفّى سنة 1306 عن 60 سنة . ذكر حديث الغدير وطرقه وتواتره ومفاده في مجلّدين ضخمين، في ألف وثمان صحائف، وهما من مجلّدات كتابه الكبير (العبقات).
وهذا السيّد الطاهر العظيم ـ كوالده المقدّس ـ سيف من سيوف الله المشهورة على أعدائه، وراية ظفر الحقّ والدين، وآية كبرى من آيات الله سبحانه، قد أتمّ به الحجّة وأوضح المحجّة.
وأمّا كتابه (العبقات) فقد فاح أريجه بين لابتي العالم، وطبّق حديثه المشرق والمغرب، وقد عرف من وقف عليه أنّه ذلك الكتاب المعجز المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وقد استفدنا كثيراً من علومه المودعة في هذا السفر القيّم، فله ولوالده الطاهر منّا الشكر المتواصل، ومن الله تعالى لهما أجزل الاُجور»(7).
أقول :
والحمد لله الذي وفّقني لتأليف كتاب (نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار) وإخراجه للناس في 20 مجلّداً، فمجلّد في سبع آيات وهي: آية الولاية، وآية التطهير، وآية المودّة ، وآية المباهلة، وآية الإنذار، والآية: وقفوهم إنهم مسؤولون ، والآية : السّابقون السّابقون.
وتسعة عشر مجلّداً في الأحاديث، وهي: حديث الغدير، وحديث المنزلة، وحديث الطير، وحديث مدينة العلم، وحديث النور، وحديث السفينة، وحديث التشبيه، وحديث الثقلين.
(1) شفاء الصدور : 99 ـ 100 .
(2) أعيان الشيعة 4/381 .
(3) أعلام الشيعة 1/348 .
(4) مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال : 149 .
(5) هدية الأحباب في المعروفين بالكنى والألقاب : 177 ، وانظر الفوائد الرضويّة : 91 ـ 92 .
(6) ريحانة الأدب في المعروفين بالكنية واللقب 3/432 .
(7) الغدير في الكتاب والسنّة والأدب 1/156 .