سورتا الحفد والخلع
وفي (الإتقان):
«وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة، لأنّه لم يكتب المعوّذتين.
وفي مصحف اُبيّ ست عشرة، لأنّه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع.
أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال: كتب اُبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوّذتين و: اللّهمّ إنّا نستعينك واللّهمّ إيّاك نعبد، وتركهنّ ابن مسعود، وكتب عثمان منهنّ فاتحة الكتاب والمعوّذتين.
وأخرج الطبراني في الدّعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن عبدالله بن رزين الغافقي قال: قال لي عبدالملك بن مروان: لقد علمت ما حملك على حبّ أبي تراب إلاّ أنّك أعرابيّ جاف، فقلت: والله لقد جمعت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك، ولقد علّمني منه عليّ بن أبي طالب سورتين علّمهما إيّاه رسول الله ما علّمتهما أنت ولا أبوك: اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق.
وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أنّ عمر بن الخطّاب قنت بعد الرّكوع فقال: بسم الله الرحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نستغيث ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق. قال ابن جريج: حكمة البسملة أنّها سورتان في مصحف بعض الصّحابة.
وأخرج محمّد بن نصر المروزي في كتاب الصّلاة عن اُبي بن كعب: أنّه كان يقنت بالسّورتين، فذكرهما، وإنّه كان يكتبهما في مصحفه.
قال ابن ضريس: ثنا أحمد بن جميل المروزي عن عبدالله بن المبارك أنا الأجلح عن عبدالله بن عبدالرحمن عن أبيه قال: في مصحف ابن عبّاس قرائة أبي موسى: بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
وفيه: اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونخشى عَذابك ونرجو رحمتك إنّ عذابك بالكفّار ملحق»(1).
وفي (الدر المنثور):
«قال ابن الضّريس في فضائله: أخبرني موسى بن إسماعيل، أنبأنا حمّاد قال: قرأنا في مصحف اُبيّ بن كعب: اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كلّه ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك… .
وفيه أيضاً: وأخرج ابن الضّريس عن عبيدالله بن عبدالرحمن عن أبيه قال: صلّيت خلف عمر بن الخطّاب، فلمّا فرغ من السّورة الثّانية قال: اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق.
وفي مصحف ابن عبّاس قرائة اُبيّ وأبي موسى: بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك.
وفي مصحف حجر: اللّهمّ إنّا نستعينك.
وأخرج محمّد بن نصر عن ابن إسحاق قال: قرأت في مصحف اُبيّ بن كعب بالكتاب الأوّل العتيق: بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها، بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ بربّ الفلق إلى آخرها، بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ بربّ النّاس إلى آخرها، بسم الله الرحمن الرحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، بسم الله الرحمن الرحيم اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق… .
وأخرج محمّد بن نصر عن الشّعبي قال: قرأت ـ أو حدّثني من قرأ ـ في بعض مصاحف اُبيّ بن كعب هاتين السّورتين: اللّهمّ إنّا نستعينك والاُخرى بينهما بسم الله الرحمن الرحيم، قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل»(2).
(1) الإتقان في علوم القرآن 1 : 226 ـ 227 مع بعض الاختلاف .
(2) الدر المنثور 8 : 695 ـ 697 ، وفيه بعض الاختلاف .