سمع الحديث وعمره أقل من ثلاث سنين
وإذا كان ذلك أيضاً لا يكفي لرفع الإستبعاد عن قضيّة محمّد، فقد ذكر القوم سماع الصبيّ الذي سنّه أقل من ثلاث سنين للحديث من بعض الأئمّة وقبول ما حدّث به، وقد جاء ذلك في (فتح الباقي ـ شرح ألفية العراقي) للشيخ أبي يحيى زكريا الأنصاري حيث قال:
«وكذا يقبل عندهم صبي حمل الحديث، ثمّ روى بعد البلوغ ما تحمّل في حال صباه.
ومنع قوم القبول هنا، أي مسألة الصبي، لأنّ الصبي مظنّة عدم الضبط.
وردّ عليهم بإجماع الاُمّة على قبول حديث جماعة من صغار الصحابة، تحمّلوه في حال صغرهم، كالسبطين الحسن والحسين ابني بنته صلّى الله عليه وسلّم فاطمة، وكعبدالله بن الزبير والنعمان بن بشير وعبدالله بن عباس.
مع إحضار أهل العلم من المحدّثين وغيرهم للصّبيان مجالس التحديث، ثمّ قبولهم منهم ما حدّثوا به من ذلك بعد الحلم أي البلوغ، كما وقع للقاضي أبي عمرو الهاشمي، فإنّه سمع سنن أبي داود من اللؤلؤي وله خمس سنين، واعتدّ الناس بسماعه وحملوه عنه، وقال يعقوب الدورقي: حدّثنا أبو عاصم قال: أتيت بابني إلى ابن جريج وسنّه أقل من ثلاث سنين، فحدّثه»(1).
(1) فتح الباقي ـ شرح ألفيّة العراقي 2 : 15 ـ 18/ متى يصحّ تحمّل الحديث …