ردّ الشمس
فحديث ردّ الشمس الثابت بأخبار الفريقين، المذكور في كتاب (الشفاء) للقاضي عياض في عداد المعجزات النبويّة، والذي أخرجه الطحاوي عن أسماء بنت عميس بطريقين وقال:
«هذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات»(1).
وقال القاضي عياض:
«حكى الطحاوي أنّ أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلّف عن حفظ حديث أسماء، لأنّه من علامات النبوّة»(2).
وحتّى الكابلي صاحب (الصواقع) ومقلّدوه، الذين أنكروا كثيراً من الاُمور الثابتة، أذعنوا بثبوت حديث ردّ الشمس، قال في الصواقع: «وأمّا ردّ الشمس فكانت معجزة للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لأنّه صلّى العصر فأنزل عليه الوحي وكان رأسه في حجر عليّ وهو لم يصلّ العصر، فلمّا فرغ ورأى الشمس قد غربت دعا ربّه أن يردّها، فاستجاب دعاءه وردّ الشمس وصلّى عليّ العصر، فلمّا فرغ غربت الشمس»(3).
وقال صاحب (التحفة) ما تعريبه:
«وأمّا ردّ الشمس، فقد صحّحه أكثر أهل السنّة، كالطحاوي وغيره، وهو من معجزات النبيّ بلا ريب، وقد كان ذلك لمّا فات وقت صلاة العصر على حضرة الأمير، فدعا صلّى الله عليه وسلّم حتّى يؤدّي صلاته»(4).
وقد وضع غير واحد من الحفّاظ رسالة مفردة في هذا الحديث:
منهم: السيوطي، وقد أسمى رسالته (كشف اللبس في حديث ردّ الشمس) وقال في أوّلها:
«وبعد، فإنّ حديث ردّ الشمس معجزة لنبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، صحّحه الإمام أبو جعفر الطحاوي وغيره».
وقال في هذا الحديث أيضاً:
«ثمّ الحديث صرّح جماعة من الأئمّة والحفّاظ بأنّه صحيح»(5).
ومنهم: أبوالحسن شاذان الفضلي، وقد أدرج السيوطي رسالته في (كشف اللبس).
ومنهم: أبوالقاسم عبيدالله بن عبدالله بن أحمد الحسكاني، فإنّه وضع رسالةً في هذا الحديث وأسماها: مسألة في تصحيح ردّ الشمس وترغيم النواصب الشمس، وقد اعترف بذلك ابن تيميّة في منهاجه. وقد صحّح الحسكاني فيها الحديث بطرق متعدّدة وأورد أقوال العلماء الكبار، وذكر أنّه مروي عن أسماء بنت عميس وأميرالمؤمنين وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري…
(1) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 : 549 .
(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 : 549 .
(3) الصواقع الموبقة ـ مخطوط .
(4) التحفة الاثني عشريّة : 226 في الأدلّة العقليّة على إمامة الأمير عليه السلام .
(5) كشف اللبس في حديث ردّ الشمس ـ المقدّمة .