تكلّم القوم في أبان
وإليك ترجمة أبان عند الذهبي.
«أبان بن أبي عياش فيروز، وقيل: دينار، الزاهد، أبو إسماعيل البصري، أحد الضعفاء، وهو تابعي صغير، تحمّل عن أنس وغيره، وهو من موالي عبدالقيس.
قال شعيب بن حرب : سمعت شعبة يقول: لأن أشرب من بول حماري حتّى أروى، أحبّ إليّ من أقول ثنا أبان بن أبي عياش.
وروى ابن إدريس وغيره عن شعبة قال: لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان.
قال أحمد: هو متروك الحديث.
كان وكيع إذا مرّ على حديثه يقول: رجل، ولا يسمّيه استضعافاً له.
وقال يحيى بن معين: متروك. وقال مرّة: ضعيف.
وقال أبو عوانة: كنت لا أسمع بالبصرة حديثاً إلاّ جئت به أبان، فحدّثني به عن الحسن حتّى جمعت عنه مصحفاً، فما استحلّ أن أروي عنه.
وقال أبو إسحاق السعدي الجوزجاني: ساقط. وقال مرّة: متروك.
ثمّ ساق ابن عدي لأبان جملة أحاديث منكرة.
قال يزيد بن هارون: وقال شعبة: داري وحماري في المساكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبي عياش يكذب في الحديث. قلت له: فلم سمعت منه؟ قال: ومن يصبر عن ذا الحديث؟ يعني حديثه: عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، عن اُمّه أنّها قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قنت في الوتر قبل الركوع.
ورواه خلاّد بن يحيى ثنا الثوري عن أبان.
وقال عبدان عن أبيه عن شعبة: لولا الحياء من الناس ما صلّيت على أبان.
وقال يزيد بن زريع: إنّما تركت أبان لأنّه روى حديثاً عن أنس فقلت له: عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: وهل يروي أنس إلاّ عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟
قال الحسن بن الفرج: عن سليم بن حرب، عن حمّاد بن يزيد قال: جاءني أبان بن أبي عياش فقال: اُحبّ أن تكلّم شعبة أن يكفّ عنّي. قال: فكلّمته، فكفّ عنه أيّاماً، فأتاني في الليل فقال: إنّه لا يحلّ الكفّ عنه، إنّه يكذب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
قال ابن حبّان: فمن تلك الأشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس: أنّه روى عن أنس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على ناقته الجدعاء فقال: أيّها النّاس، كأنّ الحقّ فيها على غيرنا وجب، وكأنّ الموت فيها على غيرنا كُتِب، الحديث. رواه ابن أبي السري العسقلاني، ثنا عبدالعزيز بن عبدالصمد، ثنا أبان بهذا»(1).
أقول :
فانظر كيف يطعنون في مشايخ أئمتهم ورجال مسانيدهم!
فهذا حال كتبهم ورواياتهم…
(1) ميزان الاعتدال 1 : 124 ـ 127/2156 ، ترجمة أبان .