ترجمة الشعراني
هو: الشيخ أبو المواهب عبدالوهّاب بن علي الشعراني المتوفّى سنة 973:
قال ابن العماد ـ في وفيات السنة المذكورة ـ : وفيها: الشيخ عبدالوهّاب ابن أحمد الشعراوي الشافعي. قال الشيخ عبدالرؤف المناوي في طبقاته: هو شيخنا الإمام العامل، العابد، الزاهد، الفقيه، المحدّث، الاصولي، الصوفي المربّي، المسلك، من ذريّة محمّد بن الحنفيّة… جدّ واجتهد، فخفظ عدّة متون… وعرض ما حفظ على علماء عصره.
ثمّ شرع في القراءة… وحبّب إليه الحديث، فلزم الإشتغال به والأخذ عن أهله، ومع ذلك، لم يكن عنده جمود المحدّثين ولا لدونة النقلة، بل هو فقيه النظر صوفي الخبر…
ثمّ أقبل على الإشتغال بالطريق فجاهد نفسه مدّةً وقطع العلائق الدنيويّة، ومكث سنين لايضطجع على الأرض ليلاً ولانهاراً، بل اتّخذ له حبلاً بسقف خلوته يجعله في عنقه ليلاً حتى لا يسقط، وكان يطوي الأيّام المتوالية ويديم الصوم… حتّى قويت روحانيّته، فصار يطير من صحن الجامع الغمري إلى سطحه…
ثمّ تصدّى للتصنيف، فألّف كتباً…
وحسده طوائف، فدسّوا عليه كلمات يخالف ظاهرها الشرع وعقائد زائفة ومسائل تخالف الإجماع، وأقاموا عليه القيامة وشنّعوا وسبّوا ورموه بكلّ عظيمة، فخذلهم الله وأظهره عليهم.
وكان مواظباً على السنّة، مبالغاً في الورع، مؤثراً ذوي الفاقة على نفسه…
ومن كلامه: دوروا مع الشرع كيف كان لا مع الكشف فإنّه قد يخطئ…»(1).
(1) شذرات الذهب في أخبار من ذهب 8:372 ـ 374 .