بين السيّد حامد حسين والمولوي الفيض آبادي
ولم يقتصر الردّ والإيراد بين السيّد حامد حسين والمولوي فيض آبادي على الكتابين (منتهى الكلام) و(استقصاء الإفحام).
فلقد ردّ السيّد على كتاب (إزالة الغين) للفيض آبادي، بكتاب (إفحام أهل المين).
كما حاول الفيض آبادي أنْ يكتب ردّاً على كتاب (عبقات الأنوار)، واستعان لذلك ببعض كبار العلماء، إلاّ أنّه قد فشل، وهذا ما جاء في كتاب (نزهة الخواطر) بترجمة المولوي السهسواني، إذ قال:
«مولانا أمير حسن السهسواني، الشيخ الفاضل العلاّمة حسن بن لياقت علي بن حافظ علي بن نور الحق، الحسيني السهسواني.
أحد العلماء المشهورين بالفضل والكمال.
ولد سنة 1247 ببلدة سهسوان، قرأ بعض الكتب الدرسيّة… فدرّس وأفاد مدّةً من الزمان… وكان غايةً في سرعة الحفظ وقوّة الإدراك والفهم وبطوء النسيان، حتّى قال غير واحد من العلماء: إنّه لم يكن يحفظ شيئاً فينساه.
وكان له يد بيضاء في معرفة النحو واللغة، واُصول الفقه، والكلام، والجدل، والرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم، وسائر فنون الحديث واختلاف المذاهب.
وكان فيه زهد وقناعة باليسير في الملبس والمأكل، يقوم بمصالحه ولا يقبل الخدمة في غالب الأوقات لئلاّ يفوته خدمة العلم.
وإنّي سمعت بعض الفضلاء يقول: إنّ مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه إلى حيدر آباد ورتّب له ثلاثمائة ربيّة شهرياً يعينه في الرد على عبقات الأنوار، لأنّ أوقاته لا تفرغ لذلك، لكثرة الخدمات السلطانيّة، فأبى قبوله وقال: إنّي لا أرضى بأنْ احتمل همّ ثلاثمائة ربيّة، أين أضعها؟ وفيم أبذلها؟ قال: وكان مولانا حيدر علي يصنّف الكتب ويدرّس، فلمّا رحل إلى حيدر آباد وولي الخدمة الجليلة تأخّر عن ذلك حتّى احتاج إلى أنْ يولي غيره أمر التصنيف، فإنّي لا اُريد أن اُضيّع العلم بالمال، إنتهى.
وللسيّد أمير حسن تعليقات على طبيعيّات الشفا، وله رسالة في إثبات الحق، ورسالة في الرد على الشيعة، ورسائل اُخرى لم تشتهر باسمه.
وكان لا يقلّد أحداً من الأئمّة الأربعة، بل يتتبّع النصوص ويعمل بالكتاب والسنّة.
مات يوم الإثنين لإحدى عشرة خلون من صفر سنة 1291»(1).
* * *
(1) نزهة الخواطر 7/81 ـ 82 .