السيد جمال الدين المحدّث
وقال السيد جمال الدين المحدّث الشيرازي في كتاب (روضة الأحباب):
«الكلام في بيان الإمام الثاني عشر المؤتمن محمّد بن الحسن…» فذكر ولادته واسم والدته وأسمائه وألقابه، فاسمه إسم جدّه رسول الله وكنيته كنيته، وألقابه: المهدي المنتظر، والخلف الصالح، وصاحب الزمان.
قال: «وكان عمره عند وفاة والده ـ في أحد القولين وهو الأقرب ـ خمس سنوات، وعلى القول الآخر سنتين، وقد آتاه الله الحكمة في حال الطفولة كيحيى وزكريّا، وبلغ مرتبة الإمامة في حال الصبا».
قال: «وقد غاب عن الأنظار، في زمن المعتمد، سنة خمس وستين أو ست وستّين ومائتين، على اختلاف القولين، في سرداب في سرّ من رأى».
أقول :
وبهذه التصريحات يسقط قول المنكر أو المشكّك في ولادة الإمام المهدي وأنّه الإمام الثاني عشر من الأئمّة الاثني عشر بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ثمّ أورد طائفةً من الأحاديث الواردة في المهدي، وجعل الإمام عليه السلام هوالمصداق لتلك الأحاديث… كالحديث عن جابر بن عبدالله الأنصاري في نزول قوله تعالى: ( يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )قال سألته: قد عرفنا الله والرسول، فمن أولوا الأمرالذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟
فقال صلّى الله عليه وسلّم:
هُم خلفائي من بعدي أوّلهم عليّ بن أبي طالب، ثمّ الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ عليّ بن الحسين، ثمّ محمّد بن علي المعروف في التوراة بالباقر وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه منّي السلام.
ثمّ الصادق ثمّ جعفر بن محمّد ثمّ موسى بن جعفر ثمّ عليّ بن موسى ثمّ محمّد بن عليّ ثمّ عليّ بن محمّد ثمّ الحسن بن عليّ ثمّ حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده محمّد بن الحسن بن علي.
ذلك الذي يفتح الله عزّ وجلّ على يديه مشارق الأرض ومغاربها.
وذلك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يبيت فيها على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان.
فقال: إي والذي بعثني بالنبوّة، إنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع النّاس بالشمس وإن علاها سحاب».
ثمّ ذكر عقيدته في الإمام المهدي بكلّ صراحة، فنصّ على ما تقول به الطائفة الإماميّة بلا فرق.
ثمّ إنّه جعل يدعو الله عزّوجلّ في أنْ يعجّل الفرج للإمام ويظهره لبسط العدل وتطبيق أحكام الإسلام.
Menu