إنشقاق القمر
وكذّب بعضهم كذلك انشقاق القمر له صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال الكرماني في (الكواكب الدراري):
«إنشقاق القمر آية عظيمة لا يعادلها شيء من آيات الأنبياء عليهم السلام; لأنّه ظهر من ملكوت السماء، والخطب فيه أعظم والبرهان به أظهر، لأنّه خارج عن جملة طباع ما في هذا العالم المركّب من العناصر.
وقد أنكر بعضهم هذا الخبر فقالوا: لو كان له حقيقة لم يخف أمره على عوام الناس، ولتواترت به الأخبار، لأنّه أمر محسوس مشاهد والناس فيه شركاء، وللنفوس دواع على نقل الأمر الغريب والخبر العجيب، ولو كان لذكر في الكتب ودوّن في الصّحف، ولكان أهل التنجيم والسير والتواريخ عارفين به، إذ لا يجوز إطباقهم على إغفاله مع جلالة شأنه وجلاء أمره…»(1).
وحتى ابن تيمية اعترف بهذه المعجزة ويعرّض بالمنكرين:
«وانشقاق القمر كان بالليل وقت نوم الناس، ومع هذا فقد رواه الصحابة من غير وجه، وأخرجوه في الصحاح والسنن والمسانيد من غير وجه، ونزل به القرآن، فكيف تردّ الشمس التي تكون بالنهار ولا يشتهر ذلك ولا ينقله أهل العلم نقل مثله، ولا يعرف قط أنّ الشمس رجعت بعد غروبها.
وإن كان كثير من الفلاسفة والطبيعيّين وبعض أهل الكلام ينكر انشقاق القمر وما يشبه ذلك، فليس الكلام في هذا المقام…»(2).
(1) وانظر الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري ، باب انشقاق القمر في آخر المناقب . وتفسير سورة الإنشقاق من كتاب التفسير .
(2) منهاج السنّة 4 : 291 .