أجابت ابنة ابن عربي في مسألة فقهيّة وهي في سنّ الرضاعة
وإنْ تعجب، فعجبٌ قصّة ابنة ابن عربي الأندلسي صاحب (الفتوحات)، إذْ أجابت عن مسألة فقهيّة جهلها عمر بن الخطّاب وكبار الأصحاب، وهي في سنّ الرضاعة، نحو سنة أو قريب منها…!!
ذكر ذلك ابن عربي في كتابه المذكور، والشعراني في مختصره المسمّى (لواقح الأنوار القدسيّة) وأورده الحلبي في (سيرته) حيث قال بعد ذكر المتكلّمين في المهد:
«ويضمّ لهؤلاء ما ذكر الشيخ محي الدين ابن عربي رحمه الله سبحانه: قلت لابنتي زينب مرّةً ـ وهي في سنّ الرضاعة، قريباً عمرها من سنة ـ : ما تقولين في الرجل يجامع حليلته ولم ينزل؟ فقالت: يجب عليه الغسل. فتعجّب الحاضرون من ذلك.
ثمّ إنّي فارقت تلك البنت وغبت عنها سنةً في مكة، وكنت أذنت لوالدتها في الحج، فجاءت مع الحج الشامي، فلمّا خرجت لملاقاتها رأتني من فوق الجمل وهي ترضع، فقالت بصوت فصيح قبل أن تراني اُمّها: هذا أبي، وضحكت، ورمت بنفسها إليّ.
قال: وقد رأيت ـ أي علمت ـ من أجاب اُمّه بالتسميت وهو في بطنها حين عطست، وسمع الحاضرون كلّهم صوته من جوفها. شهد عندي الثقات بذلك»(1).
(1) السيرة الحلبيّة 1 : 77 ـ 78/ باب ذكر مولده «ص» .