أبان من مشايخ أبي حنيفة وأبي يوسف
لكنّ الرّجل من مشايخ أبي حنيفة إمامهم الأعظم، ومن رجال مسنده، حيث روى عنه فيه في مواضع عديدة، كالرواية التالية:
«أبو حنيفة: عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم بن عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: رمقت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الوتر، فرأيته قنت قبل الركوع»(1).
وقد مدح بعض الأعلام منهم رجال مسند أبي حنيفة، حتّى قال الشعراني في (الميزان):
«قد منّ الله تعالى عليّ بمطالعة مسانيد الإمام أبي حنيفة الثلاثة من نسخة عليها خطوط الحفّاظ، آخرهم الحافظ الدمياطي، فرأيته لا يروي حديثاً إلاّ عن خيار التابعين العدول الثقاة، الذين هم من خير القرون، بشهادة رسول الله… فكلّ الرواة الذين بينه وبين سول الله عدول أخيار، ليس فيهم كذّاب ولا متّهم بكذب. وناهيك ـ يا أخي ـ بعدالة من ارتضاهم الإمام أبو حنيفة، رضي الله عنه، لأنْ يأخذ عنهم أحكام دينه، مع شدّة تورّعه…»(2).
وأيضاً: فأبان من مشايخ القاضي أبي يوسف، وقد أخرج عنه في كتابه (الخراج) فقال في موضع:
«حدّثني أبان بن أبي عياش، عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ليس فيما دون خمسة أوسق من البرّ والذرّة والتمر والزبيب صدقة، ولا في ما دون خمسة أواقي صدقة، ولا فيما دون خمس من الإبل صدقة»(3).
وأيضاً: فقد روى المزّي في (تهذيب الكمال) قال: «وقال محمّد بن موسى الحرشي وعبدالرحمن بن المبارك العيشي، عن حماد بن زيد قلت لسلم العلوي: حدّثني، قال: يا بُنيّ عليك بأبان، فإنّي قد رأيته يكتب بالليل عند أنس بن مالك عند السراج. زاد العيشي عن حماد قال: فذكرت ذلك لأيّوب فقال: ما زال نعرفه بالخير منذ كان»(4).
لكنّك تجد الذمّ الشديد له في كتبهم بكثرة، ونظائره في أئمّتهم ورواة صحاحهم كثيرون جدّاً…
(1) جامع مسانيد أبي حنيفة 1 : 317/ الباب الخامس ، في الصلاة …
(2) الميزان للشعراني 1 : 82 ـ 83/ فصل ، في تضعيف قول من قال : إنّ أدلّة مذهب أبي حنيفة ضعيفة غالباً .
(3) الخراج للقاضي أبي يوسف : 53/ فصل ، ما ينبغي أن يعمل به في السواد .
(4) تهذيب الكمال 2:20 ـ 21 .