مناقشة الاستاذ
وأجاب الاستاذ :
أمّا عن الأوّل ، فبأنّه إشكال مبنائي ، لأن المحقق الخراساني يذهب إلى ذاتيّة قبح الظلم لا عقلائيّته ، والمحقق الإصفهاني يرى أن قبح الظلم من القضايا المشهورة ، لأجل حفظ النظام . هذا أوّلاً .
وثانياً : لو سلّمنا أنّ ملاك قبح الظلم هو المفسدة النوعية واختلال النظام كما ذكره ، فلابدّ أن يكون المراد هو المفسدة الشأنيّة لا الفعلية ، وإلاّ لزم القول بعدم قبح المعصية غير الموجبة لاختلال النظام ، ولا يلتزم بذلك أحد ، ومع الالتزام بالشأنيّة ، فلا ريب في وجودها في العزم .
وأمّا عن الثاني ، فبأنه يبتني على القول بتقوّم الهتك والتعظيم ـ مطلقاً ـ بالقصد ، وليس الأمر كذلك ، فمن الهتك ـ وكذا التعظيم ـ ما يتقوّم بالقصد ، ومنه ما لا يتقوّم به . وتوضيح ذلك :
إن الهتك والتعظيم من القضايا العقلائيّة ، وكلّ قضيّة عقلائيّة فلابدّ من الفحص عنها في الوجدان العقلائي ، فنقول : إذا كان العمل يحتمل الوجهين، فلا يتعنون بأحدهما إلاّ بالقصد ، كالقيام مثلاً ، أمّا ما كان ذا عنوان واحد ـ كالسّجود مثلاً ، إذ لا يكون إلاّ للتعظيم ـ فلا يتقوّم بالقصد ، بل يعتبر في دلالته عدم قصد المنافي ، وهل الخروج على المولى وهتكه من قبيل الأول أو الثاني ؟
الظاهر أنه من قبيل الثاني لا الأوّل ، وهو يتحقّق بفعل القلب كما يتحقق بفعل الجوارح ، فقصد الخروج عن رسم العبودية هتك، ولا يتوقف تحققه على قصد آخر، وإنما يتوقف على عدم قصد المنافي كما ذكرنا في السجود .
فما ذهب إليه صاحب الكفاية في كمال المتانة .
Menu