مقدمة في أقسام الجعل و أنحائه
إن الجعل على قسمين ، بسيطٌ ومركّب . فالأوّل : هو الإيجاد بمعنى كان التامّة ، والثاني : هو الإيجاد بمعنى كان الناقصة ، أي الجعل بين الشيء وما هو خارج عن ذاته .
والجعل المتعلّق بالذات أو الوجود ـ على اختلاف المبنى في أصالة الوجود أو الماهيّة ـ بسيطٌ ، والمتعلّق بالخارج عن ذات الشيء أو الوجود مركب ، وقد يسمّى بالجعل التأليفي أيضاً .
ثم إنّ الجعل تارة : جعل بالذات ، واخرى : جعل بالعرض ، والمجعول إمّا بالذات وإمّا بالعرض ، والمجعول بالعرض خارج عن الذات ـ أعم من الوجود ـ وهو تارةً : متأصّل في الخارج ، واخرى : غير متأصّل بل هو اعتبار من العقل ، والمتأصّل تارةً : موجود بالغير ، مثل الكميّة للشيء ، واخرى : موجود بوجود المنشأ لانتزاعه ، مثل الفوقية للسقف . وأمّا ما لا أصالة له في الخارج أصلاً ، فهو كالماهيّة بالنسبة إلى الوجود ـ بناءً على القول بأصالة الوجود ـ فهي أمر ينتزعه العقل وليس له مطابق خارجاً .
فظهر أن المجعول بالعرض ثلاثة أقسام : جعل الكميّة للشيء والزوجيّة للأربعة ، وجعل الفوقيّة للسقف ، وجعل الماهيّة . وإسناد الجعل إلى الماهيّة مجاز لكنه في الأول والثاني حقيقة .
إذا عرفت هذا ، فإنّ الطريقيّة قابلة للجعل بالجعل البسيط كما هو واضح ، إمّا وجودها بناءً على أصالة الوجود ، وإمّا ماهيّتها بناءً على أصالة الماهيّة ، إنما الكلام في جعل الطريقيّة للقطع أي الجعل التأليفي ، وهنا يأتي البحث :
Menu