رأي المحقق الإصفهاني
ولكنّ المحقق الإصفهاني قال :
إعلم أنّ المعروف أن الإمكان المتنازع فيه هنا هو الإمكان الوقوعي ، نظراً إلى أنه لا يتوهّم أحد من العقلاء أن التعبّد بالظن بذاته يأبى عن الوجود كاجتماع النقيضين .
إلاّ أنه ليس بذلك الوضوح ، فإن التعبّد بالظنّ إذا كان معناه جعل الحكم المماثل ، فجعل المثل في مورد وجود المثل أو الضدّ واقعاض عين الجمع بين المثلين أو الضدّين في موضوع واحد ، لا أنه يلزم من إيجاد المثل في مورد الابتلاء بالمثل جمع بين المثلين غير إيجاد المثل في موضوع مبتلى بمثله .
نعم ، إن كان التعبّد بالظن معنىً لازمه جعل حكم مماثل لا عينه ، فحينئذ لازمه الجمع بين المثلين ، كما سيجئ في تحقيق حقيقة دليل التعبّد(1) .
وحاصله :
إن القول بأنّ المراد هو الإمكان الوقوعي ، إنما يتمّ بناءً على أنّ حقيقة التعبّد بالأمارة هو جعل الطريقيّة لها ، وكذا على القول بأنها جعل الحجيّة لها . أمّا على القول بأنّ حقيقة التعبّد بالأمارة هي : جعل الحكم المماثل ، فإنه يستلزم المحال الذاتي ، لأن جعل الحكم المماثل اجتماع المثلين ، واجتماع المثلين ليس من المحالات الوقوعية بل هو من المحالات الذاتيّة ، ولو جعل الحكم المضاد لزم اجتماع الضدّين ، وهو من المحالات الذاتيّة .
فعلى هذا المبنى في حقيقة التعبّد بالأمارة ، يكون موضوع البحث هو الإمكان الذاتي .
(1) نهاية الدراية 3 / 119 ـ 120 .